يواصل الرئيس البوليفي ايفو موراليس إضرابه عن الطعام، لليوم الرابع على التوالي، وذلك احتجاجا على موقف المعارضة الرافض لقانون الانتخابات الجديد للبلاد، كونه يمنح 14 مقعدا للأقلية من السكان الأصليين الذين ينتمي إليهم، معلنا أنه لن ينهي هذا الإضراب قبل أن يوافق البرلمان على النظام الانتخابي الجديد. وأكد موراليس أنه لن يشارك في اجتماعين إقليميين في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، موضحا أنه لن يسافر إلى ترينيداد أو فنزويلا، بسبب خلافات داخلية بشأن قانون جديد لتنظيم الانتخابات في مجلس الشيوخ، تعرقل المعارضة اليمينية إقراره. وكان الرئيس موراليس قد بدأ، نهاية الأسبوع، إضرابه عن الطعام للضغط على معارضيه السياسيين حتى يقبلوا القانون الجديد الذي سيمنح الفقراء من السكان الأصليين في البلاد الذين ينتمي إليهم موراليس، حقوقا سياسية أوسع. ويتمتع حزب موراليس بأصوات تكفي للتصديق على مشروع القانون، في جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان، إلا أن المعارضة ترفض توفير النصاب القانوني اللازم للتصويت على المشروع خشية من أن يصبح لموراليس تأثير أكبر في البرلمان، من خلال تخصيص مزيد من المقاعد لمناطق السكان الأصليين الفقيرة، نظرا لما يتمتع به الرئيس البوليفي بشعبية كبيرة. ويرفض النواب اليمينيون تأمين النصاب الضروري، لإقرار مشروع القانون الجديد المقترح، الذي سينظم الانتخابات العامة والرئاسية والمقررة إجراؤها في 6 ديسمبر والتي يرجح فوز موراليس فيها بولاية رئاسية جديدة حتى العام 2015، حيث تطالب المعارضة قبل ذلك بتحديث القوائم الانتخابية وبحضور مراقبين دوليين لضمان نزاهة الانتخابات. ويعتبر موراليس، الذي ينتمي إلى عائلة من المزارعين البسطاء، أول رئيس في تاريخ أمريكا اللاتينية من أصل هندي، وينتمي إلى الحركة الاشتراكية التي قام بتأسيسها، إذ وافق البوليفيون في استفتاء شعبي العام الماضي، على تعزيز سلطات موراليس، حليف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، والمضي في الإصلاحات الاشتراكية التي انتهجها وجعلته في مواجهة مع الأقاليم الغنية الرافضة لنهجه اليساري. على خطى شافيز وبعيون بوليفار موراليس يخرج بوليفيا من الحديقة الخلفية للولايات المتحدة موراليس، أول رئيس بوليفي من سكان البلاد الأصليين، سياسي ونقابي ذو توجهات اشتراكية، انتخب رئيسا للبلاد في 2005، ليكون أول رئيس لبوليفيا من السكان الأصليين لأمريكا الجنوبية. ولد في 26 أكتوبر من عام 1959، لأسرة تعمل بالزراعة بمنطقة أورينوكا التابعة لإقليم أورورو بالجنوب الغربي لبوليفيا. ورغم عمله في سن مبكرة منذ السادسة من عمره، تمكن موراليس من الالتحاق بمدرسة كالافيلكا في مراحل التعليم الأولى، قبل الالتحاق بأورورو لمواصلة دراسته، حيث عمل بالتزامن مع الدراسة بناء وخبازا وعازفا على آلة البوق، إلى جانب اللعب في كرة القدم ضمن فريق باندا ريال إمبريال. انتخب موراليس في ثمانينيات القرن الماضي، رئيسا لنقابات مزارعي الكوكا في فترة اتسمت بالمواجهات بين مزارعي الكوكا والحكومة البوليفية، في إطار حربها على المخدرات، ما عرض موراليس للاعتقال والسجن. في 18 ديسمبر 2005، انتخب إيفو موراليس رئيسا لبوليفيا، إثر حصوله على 53.7% من أصوات الناخبين بعد أشهر من الاضطرابات التي شهدتها البلاد. في 2008، وافق البوليفيون في استفتاء شعبي على تعزيز سلطات موراليس والمضي في الإصلاحات الاشتراكية التي انتهجها وجعلته في مواجهة مع الأقاليم الغنية الرافضة نهجه اليساري.