ويبقى هذا المسجد المنارة شاهدا على التواجد العثماني بالمنطقة خاصة وأن تقلبات الزمن لم تؤثر فيه بالشكل الكبير رغم ما لحقه من أضرار، وهو يستدعي اليوم إجراء عمليات ترميم واسعة لاستعادة بريقه سيما وأن أهالي بنغازي ينظرون إليه كتحفة معمارية ورمز من رموز مدينتهم وللصلاة فيه حلاوة خاصة عندهم. مسجد عصمان أطلق عليه الرحالة العربي عثمان الحشائشي حين جاء إلى بنغازي نهاية القرن ال19 جامع الحنفية، كون الدولة العثمانية كانت تتبع المذهب الحنفي خلافا لأغلب مساجد بنغازي القديمة. وقال عنه الباحث الإيطالي قازريسيبيانا في كتابه "المعمار الإسلامي في ليبيا" إن هذا المسجد مستلهم من الطراز العثماني". ويحتوي المسجد على شعرة من شعرات الرسول الكريم وكانت تفتح أبوابه في المناسبات الدينية لزيارة الشعرة، كما يقول الخبراء في الآثار. غير أن وضعه الحالي حسب وصف إمامه إسماعيل العماري مأساوي، وذلك جراء الإهمال والتسيب من قبل مؤسسات حفظ الآثار والأوقاف وإدارة المدن التاريخية القديمة، وقد أدى ذلك إلى تهالك وتصدع معظم جدرانه، وبات تحت تهديد التقلبات المناخية وفي حاجة إلى ترميم ليصمد مزيدا من الزمن.