تعرف سهرات ليالي رمضان الحالي بولاية سكيكدة إقبالا واسعا من طرف عديد مواطني المدينة على المسرح الجهوي الذي يحتضن هذه الأيام فعاليات ليالي سكيكدة للموسيقى الأندلسية في طبعتها الخامسة التي ستتواصل لغاية ال27 سبتمبر الجاري. فبعد أن كان العديد من مواطني المدينة بداية هذا الشهر الكريم يفضلون التوجه إلى شاطئ البحر لتناول المرطبات والسباحة بدل الذهاب إلى المسرح الجهوي لحضور هذه التظاهرة التي تزامنت مع هذا الشهر الفضيل، وبعدما عرفت السهرة الأولى من هذه الفعاليات حضورا جماهيريا محتشما أرجعه عديد المواطنين إلى الحرارة المرتفعة التي عرفها هذا الفضاء محبذين المسرح الروماني الذي لم تنته الترميمات به والذي كان من المفروض أن يحتضن الطبعة الثانية من المهرجان الدولي للمالوف أوت المنصرم، شهد هذا الفضاء إقبالا منقطع النظير من طرف المواطنين. وكان للاحترافية التي أبدتها الفرق المشاركة - على حد تعبير مدير الثقافة - أن دفعت بالعديد من الذين حضروا الأيام الأولى من هذا المهرجان إلى الترويج لهذه الليالي التي أصبحت تقليدا ثقافيا رمضانيا تزخر به مدينة روسيكادا. ومن بين السهرات التي لاقت حضورا مميزا واستمتع فيها الجمهور تلك التي قدمتها فرقة جمعية "غرناطة" لمدينة تلمسان التي أمتعت مطربتها أسماع الحضور بمقتطفات من نوبة "رمل المايا" بعد أن جالت بهم في أعماق الفن الأندلسي فيما تلتها بحوزي "نار أهواكم في الدليل تلهب الهيب" لتختم تلك السهرة بمجموعة من المدائح الدينية. وأبدع الفنان عبد الرحمان القبي من الجزائر العاصمة على ركح مسرح روسيكادا بمجموعة من الأغاني الشعبية التي رددها معه الجمهور الحاضر تلك الليلة. من جهة أخرى عالج المسرح الجهوي لعنابة موضوع.. كيف تكون أميرا بدون شعب، والأخطر من ذلك.. كيف تكون أميرا لشعب اسمه مواطن، من خلال مسرحية "مبني للمجهول" للكاتب الإسباني ر- دي أوبالديا وإخراج جمال حمودة. وسيحضر لفعاليات الأيام المتبقية عدد من الجمعيات المختصة في الموسيقى الأندلسية كجمعية ''نجوم روسيكادا'' من سكيكدة والجمعية ''الغرناطية'' من القليعة وجمعية ''الانشراح'' من الجزائر. وحسب البرنامج الذي سطرته مديرية الثقافة للولاية فإن هذه السهرات سينشطها نخبة من الفنانين المحليين أمثال فاتح روانة إلى جانب نعيمة الدزيرية. وستستمر السهرات حتى27 من الشهر الجاري يستمتع خلالها عشاق موسيقى الأندلسي والشعبي الذي بدأ يسترجع عشاقه خاصة من خلال طابعه العصري.