يجمع كل السكيكديين دون استثناء بأن ليالي صيف سكيكدة لهذه السنة تختلف كل الاختلاف عن الليالي السابقة التي كانت تجعل من صيفيات عاصمة روسيكادا صيفا متميزا على جميع الأصعدة يشبه وإلى حد ما ليالي الانس في الأندلس حقيقة ومجازا. وهكذا فبعد أن فقدت ولاية سكيكدة وبصفة رسمية شرف تنظيم فعاليات المهرجان الدولي للمالوف في طبعته الثالثة، والذي تقرّر تنظيمه بولاية قسنطينة بداية من شهر أكتوبر المقبل، جاء دور المهرجان الفني ليالي روسيكادا الذي كان من المقرر تنظيمه خلال الفترة الممتدة من شهر جويلية الماضي الى غاية 15 اوت الجاري، وذلك حسبما ورد في برنامج النشاط الثقافي والفني لسنة 2009 المعدّ من قبل مديرية الثقافة للولاية -نملك نسخة منه- إذ تقرر أيضا الاستغناء عنه وتعويضه بالأسابيع الثقافية التي ستقام بسكيكدة في اطار المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية، حيث سيتم سد الفراغ بالفرق الفنية التي ستصطحبها الولايات المشاركة، والتي ستنشط حفلات فنية على مستوى ساحات سكيكدة وعدد من البلديات المجاورة. مسلسل إلغاء البرامج الفنية والمهرجان بسكيكدة يبقى متواصلا تماما كالمسلسلات التركية التي أضحت تستقطب العائلات السكيكدية، حيث قررت جمعية الابداع الفني لولاية سكيكدة إلغاء المهرجان الدولي الثالث للمديح الديني الذي دأبت على تنظيمه خلال الفترة الممتدة من جويلية الى أوت بمشاركة كبار المنشدين في العالم، وذلك بسبب جملة من المشاكل واجهت الجهة المنظمة -حسب رئيس الجمعية- منها الجانب المالي. وعدا السهرة الفنية الأخيرة التي احتضنها ركح المسرح الروماني لسكيكدة، حيث نشط شلة من الفنانين الجزائريين المحترفين حفلا ساهرا استمر الى غاية ساعة متأخرة من الليل في إطار المهرجان الثقافي الافريقي الثاني، فإن كل من المسرح الجهوي أو الروماني لمدينة سكيكدة تبقى مدرجاتهما تحنان للجمهور السكيكدي من العائلات التي صنعت خلال السنوات الاخيرة أعراس وأفراح روسيكادا، فكانت ليالي سكيكدة تستمر الى غاية ساعات جد متقدمة من الليل، لتبقى وحدها الأعراس المقامة على مدار الأسبوع كله سواء وسط الأحياء التي يسبح معظمها في الظلام الدامس أو على مستوى قاعات الأفراح، تصنع صيفيات ليالي سكيكدة محاولة تكسير الروتين الممل ليوميات المواطن السكيكدي الذي أرهقته أزمة الماء الخانقة والانقطاعات المتتالية للتيار الكهربائي والتدهور المعيشي داخل أحياء لم تعد تحمل سوى الإسم في بلدية تعدّ من بين أغنى بلديات الوطن.وبغض النظر عن الأسباب والظروف التي ساهمت في هذا الوضع الذي اعتبره كل من تحدثنا معهم بسكيكدة بالشاذ للغاية، وبالخصوص الغياب الواضح للجنة الحفلات لبلدية سكيكدة الغائبة عن الميدان فيما يخص ضبط البرنامج الفني والثقافي لصيف سكيكدة طبعة 2009 لاسيما على مستوى أحياء مدينة سكيكدة الآمنة.