وقد تناولتها جل المحاضرات المقدمة من قبل مشايخ الفقه و علماء أصول الحديث والسنة النبوية الشريفة في الملتقى الثالث لسلسلة الدروس المحمدية المنتظم منذ حوالي أسبوع بالزاوية البلقايدية الهبرية بوهران. وفي هذا الصدد يقول الفقيه والباحث السوري في السنة الدكتورعبد القادر الكتاني " كلنا دعاة وسطية في الإسلام، وسطية منورة ومعتدلة" مستندا إلى قول الله تعالى "و كذلك جعلناكم أمة وسطا" مضيفا أن وسطية أمتنا هي في الزمان والفكر والتحليل والتحريم و في قبول الآخر والحوارالمبني على العقل والعلم. وأبرز الكتاني مشروعية الإختلاف المفيد والمجدي و المجادلة بالتي هي أحسن دون تكفير للآخر أو إخراجه من ملته، وأن الفكر الإسلامي يتأسس على قاعدة الفكر المعتدل الصالح للأمة وليس الفكر الأحادي المتصلب الذي ينفع أتباع مذهب دون آخر و نظام حكم عوض مناوئه. وأشارالمتحدث إلى أزمة غياب الآليات الكفيلة لاستجلاب بعض الشباب من الأمة الإسلامية والذين يتم استغلالهم لخدمة توجهات متشددة "وهم ركيزة النهضة المعول عليها من أجل العودة إلى الإسلام الحقيقي المستند إلى العقل للابتعاد عن ما شاع من دين الخرافة " مبرزا أن الإسلام هو الأول من أسس للديمقراطية في العالم. ومن جهته اعتبر الفقيه المصري الدكتور محمد عبد الرحيم جاد بدرالدين أن معالم الدين الإسلامي الحنيف تشجب التعصب و تنهى عنه كذلك في المذاهب، مبينا أن مظاهر التعصب تؤدي إلى تسلط مجموعة دون سواها وتكفر من يختلف عنها وتخرجه من الإسلام "بأسلوب وكأنما وثني يتكلم في التوحيد". ووصف الفقيه جاد بدر الدين الوسطية في الإسلام بأكبر عدو للجهل" لأنها لا تتوافق مع رغبات المتشددين في ديننا الإسلامي وما تشتهي أنفسهم وهم الذين ساقهم غلوهم إلى الغباء الفكري والمعرفي وراحوا يدعون إلى أحكام خاطئة أملتها مفاهيمهم الناقصة من النصوص التشريعية". وأما الباحث الجزائري في التصوف الدكتور محمد بن بريكة فقد ذكر بأن الوسطية في الإسلام تعد مطلب الدين الأساسي بعد التوحيد "فنحن أمة الوسط لأننا نحارب الغلو والتطرف بالوسائل العلمية وأن هذه الوسطية مطلوبة لأنها ترفع الحرج عن الناس وتقدم صورة مثالية في التسيير العام لحياة المسلمين تحت راية العقيدة والشريعة الإسلامية التنويرية". وأضاف الباحث بن بريكة أن الوسطية في الإسلام تنسجم مع عامل الفطرة عند الإنسان موضحا أن علماء الدين و الباحثين المعاصرين في مقاصد الشريعة الإسلامية رأوا في حياتهم هذه أن هناك غلو كبير وتشدد في الدين أضر بصورة الإسلام وأساء إلى رسالته النبيلة الرافضة للتعنيف "فوجب التنبيه هنا إلى ضرورة العودة إلى الوسط والرشاد في هذا الدين خدمة لعقيدتنا و مصالح أمتنا العليا".