يواصل أبو محمد أمين سر حركة فتح الفلسطينية في الجزائر و عائلته الكريمة الحديث عن رمضان في فلسطين وقضايا أخرى لها علاقة بالشأن الفلسطيني، وذلك في أعقاب استضافته بمسكنه بالعاصمة لمندوب "الفجر" في فطور رمضاني مزيج بين الذوقين الجزائريوالفلسطيني. رمضان في فلسطين فرصة للتكافل الاجتماعي، فمنذ مدة كان الكثير من الفلسطينيين يتشاركون تحت خيمة واحدة في إفطار جماعي، كل واحد يأتي بما تيسر من بيته و هذا إن دل فإنما يدل على قوة الترابط والتكافل بين أبناء الشعب المسلم، عملا بمبادئ الإسلام والشهامة. كما أن شعار "الناس شركاء في الكلأ والماء والنار" يتداوله الكثير من الفلسطينيين حتى صار واقعا معاشا في أحلك الظروف. و كما تعلمون شعبنا يذبح على مرأى و مسمع من العالم كله بدون حرك فهو يجوع و يحاصر و يعاني الأمرين و العالم كله يتفرج، ورغم كل ذلك فشعبنا يحافظ على قيمه و هويته الوطنية بالتواصل والتضامن، مضيفا أن هذا موقف قوي يؤكد على أصالة هذا الشعب و تمسكه بعاداته تقاليده وأرضه . مضيفا إن الحديث عن المساعدات التي يتلقاه الشعب الفلسطيني يقودنا إلى الحديث عن الجزائر و جهودها و إيمانها بالقضية الفلسطينية، فمنذ أربعين سنة و بدون مجاملة الجزائر لم تكن إلا في وسط الميدان لمساعدة و نصرة الشعب الفلسطيني بكل الإمكانيات المادية و العسكرية و كافة المجالات، و الشعب الفلسطيني سواء داخل الأراضي المحتلة أو في الخارج يدرك هذا ويكن للجزائر احتراما كبيرا وهي ملتزمة بكل ما عليها من دعم للقضية، و كان الرئيس بوتفليقة في قمة دمشق قدم الدعم للرئيس أبو مازن مباشرة باليد، و في الحقيقة لم تتأخر الجزائر يوما لنصرة الفلسطينيين فقد كان الكثير من الجزائريين يتوافدون على السفارة الفلسطينية في الجزائر من أجل طلب تسهيل دخولهم لأجل القتال في الأراضي المحتلة بل كان هناك أفراد في صفوف الثورة الفلسطينية جزائريو الجنسية الكثير منهم استشهد، وهذا الموقف الجزائري نابع عن معايشة نار الاستعمار وضيمه، فالجزائر تدرك تماما كلمة الاحتلال ومعنى المعاناة وهذا الدعم وجد حتى قبل استقلال الجزائر أيام الاستعمار الفرنسي ، حيث شارك العديد منهم في حرب 48 وأقاموا فيها بل يوجد حي يسمى " حي المغاربة " لحد الساعة عدد كبير من سكانه ينحدرون من أصول جزائرية، وأملاكهم ما زالت محتلة من طرف العدو الصهيوني في " سمخ " و في " شمال فلسطين " و عائلات جزائرية كانت تسكن حي المغاربة أملاكها مصادرة من اليهود من بين هذه العائلات مما أذكر عائلة " الطيب" و عائلة " سعدي " و عائلة " شعبان " في منطقة " سمخ " ، و قد بلغني أن العائلات الجزائرية التي كانت تسكن حي المغاربة و هي مقيمة الآن في الشام و دول أخرى تسعى لتكوين جمعية والمطالبة بأملاكها في القدس، كما طالب يهود الجزائر بأملاكهم عقب استقلال الجزائر. وعن الخلافات الفلسطينية الفلسطينية قال محدثنا حقيقة أن هذا الأمر يسئ كثيرا إلى القضية الفلسطينية والراحل أبوعمار كان يؤكد على أننا قد نختلف لكن لا نفترق و هو ما يحصل اليوم ، فالخلاف إيجابي و الهدف الإستراتيجي واحد من إعادة الحق المسلوب و تحرير أرض الوطن ، و خير دليل على التفرق هو أننا أصبحنا وطننين ؛ واحد في غزة و الآخر في الضفة و المستفيد الوحيد من هذا الوضع هو المحتل الصهيوني و أنا كأحد أعضاء و إطارات حركة فتح أقولها أن الوحدة هي السبيل إلى استرجاع حقوقنا و الوحدة هي قدرنا و ليس سواها ، لم يكن باستطاعتنا المغادرة دون الحديث إلى أم محمد رئيسة إتحاد النساء الفلسطينيات فأكدت في حديثها أن معاناة المرأة في فلسطين لا يكاد القلم تصويرها حقيقة إضافة إلى العيش في ضل القصف و التدمير اليومي ، فالأم الفلسطينية تظل طيلة النهار هي تترقب مقدم خبر استشهاد فلدة كبدها ، بل يوجد حتى من يتسمين بخنساء فلسطين لكثرة منهن قتل لهن من الأولاد بعضهن 07 أولاد، أما عن معيشة المرأة الفلسطينية في رمضان فهي تناضل في ضل الظروف السيئة من أجل البقاء والتمسك بحق العيش على أرض الوطن. أما عن المرأة الفلسطينية في الخارج و هنا في الجزائر، فنشاطها يتمثل أساسا في التذكير بالقضية الفلسطينية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات نسائية وحقوقية ، و كذا القيام بملتقيات وندوات على مستوى السفارة الفلسطينية. وأضافت..رغم الغربة عن ديار الوطن إلا أن الأم الفلسطينية ترضع وليدها الروح الوطنية مع الحليب. و في ختام حديثنا لا يسعنا إلا شكر جريدة "الفجر" و القائمين عليها من أجل الجهود المبذولة من الإعلام الجزائري للتذكير بالقضية الفلسطينية و حق شعبها في أرض بيت المقدس.