صلاة العيد في المسجد عزيمة على شرف العائلات بالسفارة ولمة عائلية بعيدا عن الأوطان ... تعزيز أواصر المحبة بين الجالية العربية في الجزائر والسعي إلى الاندماج في المجتمع الجزائري بحكم الإقامة بها ومقاسمتهم فرحتهم بالعيد وكذا التعرف على عاداتهم.. هيأجواء يعيشها بعض السفراء العرب وكذا الجالية العربية في الجزائر، أمور لمسناها خلال زيارتنا لهم مشاركتنا لمائدتهم الرمضانية وفرحة العيد.كانت زيارتنا لبيت السفير الفلسطيني ''محمد الحوراني''، زيارة عائلية خالية من كل الرسميات والبروتوكولات، بعيدة كل البعد عن الزيارات الكلاسيكية، أشعرنا ''سعادة السفير'' صاحب البيت وكأننا في بيتنا الخاص، فزيارتنا هذه جاءت بنيةالتعرف على عادات الشعب الفلسطيني الذي يبرهن في كل مرة للعالم أجمع أنه ورغم كل الصعاب والمحن يبقى شعبا حرا محبا للحياة.كان من عظيم الشرف أن نتقاسم تناول الفطور الرمضاني في أواخر الشهر وسط عائلة السفارة الفلسطينية، والتي ضمت شخصيات فلسطينية قريبة للقلب عفوية سعت إلى إدخالنا في قالب أسري جميل وممتع، حيث لبت دعوة السفير في إقامتهبالشراقة واجتمعت من أجل تعزيز أواصر المحبة والتواصل بعيدا عن الوطن هذا وجمعتنا بالسفير الفلسطيني ''محمد الحوارني'' لحظات قبل الإفطار، دردشة قصيرة تعرفنا من خلالها على أهم نشاطات السفارة الفلسطينية في الجزائر وكذا على أهم العادات والتقاليد الشعبية الفلسطينية سواء في هذا الشهر الفضيل أو أيامالعيد. أين أوضح هذا الأخير مدى سعي مصالح السفارة إلى توفير أفضل الخدمات للجالية الفلسطينية المتواجدة في الجزائر، والتي وصل عددها إلى 7 آلاف فلسطيني، 2000 منهم يحملون الجنسية الجزائرية، هذا وقد تم فتح صندوق للتكافلالاجتماعي من أجل مساعدة العائلات ذات الوضع الاقتصادي الضعيف والصعب، وهو صندوق يموله ويغذيه رجال أعمال فلسطينيون مقيمون في الجزائر وكذا مصالح السفارة، حيث يقوم هذا الأخير بمساعدة أكثر من 60 عائلة فلسطينية مقيمةفي الجزائر. ومن جهة أخرى قال سعادة السفير أن أهم ما يمكن تسجيله عن العادات والتقاليد الفلسطينية هو التكافل الاجتماعي بين أفراد الشعب المتميز ببساطة عيشه،أين تقوم ربات البيوت في شهر رمضان ولحظات قبل الإفطار، بتبادل الأطباق بينها منأجل ضمان أكبر عدد من المأكولات بأنواعها. أما عن تشابه الأكلات، فيقول أن لعل أهم ما يجمع بين المائدتين الجزائريةوالفلسطينية هو طبق الكسكس والمعروف بالمفتول في فلسطين، إلا أن الفرق الوحيد بينهما هو خفة الكسكس الجزائريعلى المعدة مقارنة بالمفتول الفلسطيني أما عن أجواء العيد في فلسطين، فيمكن حصرها في تبادل الزيارات ولعل أهم ما يميز هذه العادة في فلسطين هو زيارة الأخ لأخته في بيتها الزوجي ليثبتوا بذلك مدى تواصل العلاقة بين الأهل والأقارب، حيث تزيد مسؤولية الأخ على أخته بعدزواجها لا قبله. ''النهار'' تدخل السودان عبر سفيرها في الجزائر أحمد حامد ل ''النهار:''أسعى إلى لم شمل السودانيين في الجزائر من خلال مأدبة غذاء في بيتي أول أيام العيد'' إذا كان لكل شعب خصائصه المؤكدة التي تتجسد حتمًا في ثقافته فلابد من التأكيد أيضًا على أن الظروف التاريخية تضع بصماتها دائمًا على مزاج شعب ما في مرحلة تاريخية معينة، فلكل ثقافته وحضارته الخاصة التي تعود الأمد البعيد، فهيجمهورية تجري بين أراضيها مياه النيل، تعتبر من اكبر البلدان الإفريقية مساحة، عرف عن شعبها تمسكه الشديد بكل ما هو عادات وتقاليد، يلبسون زيا متميزا بالأصالة، الأناقة والحشمة. هي بكل بساطة جمهورية السودان، التي دخلنا الى رحابعراقتها من خلال أسرة السفير السوداني بالجزائر ''احمد حامد''استقبلنا هو وحرمه المصون السيدة عفاف حامد في مقر إقامتهم بحيدرة أين كانت سهرة من نوع خاص، تعرفنا خلالها على أهم عادات و تقاليد المجتمع السوداني ففي شهر الرحمة، تعد عادة الفطور خارجا من أهم مميزات الشعب، أين تسعى العائلات السودانية إلى إخراج فطورها في ساحات الأحياء و المدن كوجه من أوجه التكافل الاجتماعي، ما يطلق عليها باسم ''موائد الرحمان''. أما عن أهم الأطباق المعروفة في السودان يمكن ذكر العصيدة، وهي على شكل شوربة خضار بالدجاج، وكذا الأرز باللبن، كما أن المائدة السودانية معروفة بالمقبلات على غرار السمبوسة والفلافل، ومن العصائر نجد الحلو المر و هو شرابخاص بالسودان و يستخرج من الذرة، وتضاف عليه التوابل، حيث يأتي ذوقه متمازجا بين ما هو حلو ومر. بالإضافة الى الكركديه و قمر الدين وعن الجزائر فقد اعتبرت عائلة السفير السوداني، أن تواجدهم هنا لم يشعرهم بالغربة بتاتا وذلك راجع لتقارب وتشابه العادات والتقاليد بين الشعبين، فنظرتهم للجزائر لم تكن مختلفة عما وجدوها عليها، حيث أشاد السفير السوداني ''احمد حامد '' بصمود الجزائر وشعبها أمام كل المتغيرات، الضغوطات والأزمات التي مرت بها، أما عن العلاقات الجزائرية السودانية فهي في تطور مستمر يدخل في مجال تبادل الخبرات و التجارب خاصة في مجال النفط، أما عن الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعيشها السودان في الوقت الراهن، فيقول'' احمد حامد'': ''السودان يعيش نوعا من الاستقرار السياسي بالجنوب الأمر الذي ساهم في حدوث طفرة اقتصادية بالسودان' وأما عن أجواء العيد، فيقضيها السفير في إقامته مع العاملين في السفارة أين تقام مأدبة غذاء للاحتفال بهذا الموسم بعيدا عن الوطن. زوجة السفير السوداني في الجزائر: عفاف حامد أعشق الأطباق الجزائرية ومواسمكم تعود بي إلى السودان هي امرأة أنيقة في مظهرها، جذابة في شكلها، فصيحة بلسانها، قوية الحجة في حديثها يشهد لها من قبل الجميع بالحركة والنشاط، تحصلت على شهادة ليسانس في مجال الحقوق من جامعة الزقازيق بمصر، تعتبر زواجها برجل دبلوماسيمعادلة صعبة، لكنها استطاعت بذكائها الحاذق و قوة شخصيتها أن تجمع بين مهمة تمثيل بلدها و التزامها كزوجة وأم لثلاث أطفال. لمسنا من خلال حديثنا إلى زوجة السفير السوداني في الجزائر عفاف حامد أنها امرأة كثيرة السفر والتنقل بحكمحرصها على تواجدها مع ابنتيها المتواجدتين في لندن بحكم دراستهما هناك، لكن دون تجاهل مهامها كزوجة سفير، الأمر الذي اعتبرته ضريبة يدفعها السفراء وعائلاتهم حتى أنها لم تزر بلدها الأم منذ 10 سنوات كاملة ومن جهة أخرى تقول عفاف ان السفر قد سمح لها بتوطيد علاقاتها مع أشخاص من مختلف الشعوب والأجناس، فحسب رأيها، علامات فشل أي رجل دبلوماسي ببلد معين تكمن في عدم تأقلمه مع المحيط الذي يتواجد فيه ،ما يحملها ثقلا اكبركما اكتشفنا اهتمامها الكبير بمختلف الأكلات واستطلاعها خاصة على الجزائرية منها، حيث حدثتنا عن إعجابها بمذاق طبق ''شوربة فريك '' واللحم الحلو، أما فيما يخص الحلويات، فقد وجدت تشابها بين الجزائرية والسودانية منها البقلاوةوالمعروفة لديهم بالباسطة والتي تعتبر من بين الحلويات الضرورية في العيد. سفير الجمهورية المصرية بالجزائر ل ''النهار'' السفير المصري: ''لا أشعر بغربة في الجزائر وعاداتنا في المواسم متقاربة'' أكد سفير الجمهورية المصرية عبد العزيز شوقي سيف النصرأنه لا يوجد اختلاف بين عادات وتقاليد الشعب المصري والجزائري بحكم تشابه العادات في العالم العربي كوننا امة عربية إسلامية موحدة في دينها مما يجعل شكل قضاء شهررمضان الفضيل والعيد متشابه. حيث أوضع سعادة السفير انه لم يشعر بغربة خلال السنتين اللتين قضاهما في الجزائر بحكم تشابه العادات والتقاليد، مما جعله يحبذ قضاء العيد هذه السنة في الجزائر بعد أن قضى معظم شهر رمضان في مصر معالعائلة، ليعود بعد ذلك للجزائر بغية قضاء العيد مع العاملين بالسفارة والجالية المصرية، هنا يقول سعادة السفير أنه يسعى في كل موسم إلى تعزيز علاقة المحبة بحضور جزء بسيط منها ليتقاسم معهم فرحة العيد بحكم البعد عن الأهل والأقاربوذلك عبر تحضير مأدبة غذاء من قبل سعادة السفير بالسفارة. وفيما يخص رأيه في الطريقة التي يقضي فيها الشعب الجزائري عيد الفطر يقول أنها لا تختلف عن عاداتهم في هذه المناسبة كون المعروف عن عيد الفطر لدى كل الأمة العربية انهفرحة الصغار بكل ما هو جديد.