يبدو جليا أن القائمين على شؤون الماء الشروب بعاصمة الشرق ولسنا ندري إن كانت الجزائرية للمياه أو مجمع "مارساي دي زو" والشركتين الصينية والجزائرية الذي أسندت لها مهمة إعادة الاعتبار لقنوات المد، فالأمور اختلطت علينا تماما كما اختلطت على شركات الماء التي صار واضحا أنها عمياء وأعينها مغمضة تاركة كميات معتبرة من المياه الصالحة للشرب أو قل وديان تضيع وتجري على حافة الطرقات وبشوارع رئيسية. فالعابر للطريق الوطني الرابط بين قسنطينة وعنابة وتحديدا بمنطقة المنية مقابل مقر ديوان التطهير يلعن ملة هذه الشركات فهناك يجري كما سبق ذكره واد من القناة الرئيسية الناقلة للماء الشروب من منبع حامة بوزيان صوب نواحي بمدينتي قسنطينة وعين السمارة منذ أشهر ولا أحد تحرك، والغريب في الأمر أن كل المسؤولين بالولاية والبلديات المعنية يعبرون هذا الطريق يوميا ولا حديث عن أولئك الذين حازوا على صفقة بحوالي 6 آلاف مليار سنتيم لإعادة الاعتبار للقنوات الذين يبدو واضحا أنهم لا يتحركون إلا بنغز من وسائل الإعلام وهو ما تأكد لما تطرقنا في موضوع سابق الى التسربات الكبيرة التي كانت تهدد جسر المنية بالانهيار ليتدخلوا حينها ويصلحون العطب.. الملاحظ أن هناك الكثير من المواطنين يعانون من مشكل الماء بنواحي كثيرة من بلديات قسنطينة والمحظوظون منهم من يشربون مرة كل ثلاثة أيام لساعتين فقط كما هو حال بلدية حامة بوزيان نفسها التي تحوز على أكبر منبع بالولاية. بالمقابل تضيع كميات معتبرة أمام مرأى الجميع بمن فيهم من يعتبرون أنفسهم من المسؤولين الأوائل على توفير الماء للمواطنين ..المؤكد أن قسنطينة وغيرها من الولايات الكبرى ليست بحاجة الى مجمعات لإعادة الاعتبار لشبكات مد الماء الشروب بقدر ما هي بحاجة الى مسؤولين يحترمون عملهم ويقدرون الثقة التي وضعت فيهم فتراهم هم الذين يبحثون عن الأعطاب لإصلاحها وليس العكس أعطاب وترسبا تبحث عنهم.