علمت "الفجر" من مصادر مطلعة بشؤون المهاجرين الجزائريين على الأراضي الإيطالية، أن مدينتي نابولي وميلانو، المعروفتان بتواجد مركز للجالية الجزائرية تعيش هذه الأيام على وقع حملة تطهير عرقي ضد الأفارقة والجزائريين خاصة، تقودها عصابات الفاشية الجديدة المنتهجة سياسة التمييز العنصري. هذه الحملة خلفت 9 ضحايا، ستة منهم أفارقة تم تصفيتهم جسديا في مدينة نابولي، وبالتحديد مدينتي كازلتا وكمبانيا التي تبعد عن مقاطعة نابولي ب 70 كلم، إضافة إلى جزائريين في حالة صحية خطيرة جراء تعرضهما لاعتداء مسلح من طرف عصابات المافيا الفاشية، تضيف مصادرنا أنهما يرقدان في مستشفى نابولي في حالة حرجة. كما شهدت العاصمة الإيطالية روما مقتل صيني على يد "النيو فاشيين" الذين يعمدون إلى التعبير عن حقدهم ومقتهم للأفارقة وخاصة المغاربة بكتابة عدد المقتولين منهم على الجدران بكل جرأة، كما حدث في مدينة ميلانو حينما كتب على جدران شوارعها الستة بمعنى التخلص من 6 أفارقة وهو نفس الحال بمدينة روما حينما كتب 1 تعبيرا عن القضاء على المهاجر الصيني. وتبعا لتداعيات الوضع المتفجر الذي تعيشه الجاليات المغاربية على الأراضي الإيطالية، أضافت مصادرنا أن جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان والمناقض للنيوفاشية نظمت أول أمس مظاهرة سلمية شارك فيها جل الرعايا الجزائريين المتمركزين في مدينة كتزرتا و كمبانيا في محاولة للفت الرأي العالمي عن حملة التطهير العرقي الواسعة التي مستهم كأن أمواج البحر لم تقنع عصابات التطهير العرقي بقدرتها على الفتك بأرواح الحالمين بالعيش على ضفاف الجنان الإيطالية الموعودة، إضافة إلى عجز اتفاقية الترحيل المبرمة بين الجانبين الإيطالي والجزائري بقيادة برودي والرئيس بوتفليقة في السابع عشر أكتوبر من سنة 2007 ، كبح جماح الممارسات اللا إنسانية في حق المهاجرين غير الشرعيين وعجزها في المقابل عن وقف النزيف البشري الهائل الذي يعصف بشباب السواحل العربية وعلى رأسها الجزائر، حيث شهدت معاقل الحراقة تأجيل رحلة 300 حراق على متن 17 قاربا خشبيا عشية عيد الفطر بسبب سوء الأحوال الجوية ما أعاد إلى الأذهان عشية عيد الأضحى من سنة 2006 الذي تزامن مع رأس السنة الميلادية، حيث تمكن المئات من هواة الحرفة من التسلل إلى الأراضي الإيطالية في رحلات بحرية منظمة على طريقة شبكات تهريب الحرافة. بهذه المعطيات الكارثية سواء على إقليم الدول المغاربية أو الإيطالية، يتضح جليا تعفن الوضع اليومي للمهاجرين من أبناء أوطاننا. ولعل المسيرة السلمية المنظمة من قبل جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان الإيطالية قادرة على مساعدة الجالية المغاربية بما لم تستطع حكومات بلدانهم تقديمه لحمايتهم من لعنة الموت التي تطاردهم انطلاقا من الشواطئ الجزائرية ووصولا إلى الأراضي الأوروبية التي تعد إيطاليا نقطة عبور لأبوابها، الأمر الذي جعل البرلمان الأوروبي ينظر بجدية إلى قضية الهجرة غير الشرعية بسن قوانين ردعية صارمة ضد من أسماهم الإيطاليون ب" كلوندستانو".