تعيش كل من مدينتي نابولي وكاسيرتا بالجنوب الإيطالي منذ الساعات الأولى لفجر نهار السبت طوارئ قصوى شنتها وحدات الدرك والشرطة تحسبا لأن تتحول المظاهرات السلمية التي شنّها قرابة ال10 آلاف مهاجر من غالبية الدول الإفريقية إلى مظاهرات إحتجاجية قد تحدث فوضى عارمة داخل هاتين المدينتين المعروفتين باحتوائهما لأكبر عدد من المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة * بما فيهم الجزائريين والمغاربة. وتعود أسباب هذه الحركة الاحتجاجية السلمية حسب مصادر إعلامية إيطالية إلى مقتل 6 "حراڤة" أفارقة، وإصابة اثنين آخرين (23) و(27) سنة على التوالي، بجروح خطيرة على يد عصابات المافيا الناشطة على مستوى مدينة نابولي، تحت داعي العنصرية، الأمر الذي أثار حفيظة المهاجرين، الذين خرجوا في مظاهرات سلمية جابت شوارع إقليم مدينة كاسيرتا ونابولي، مندّدين بالحڤرة والعنصرية، رافعين شعارات تندّد بهكذا تصرفات، قالوا بأنها غابت في الأصل منذ عقود زمنية. * وفي السياق ذاته وعقب هذه الأحداث المأساوية، عقد الرئيس الإيطالي اجتماعا طارئا مع القائم على الكنيسة الكاثوليكية بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، خلص إلى ضرورة احتواء الأزمة بأقصى سرعة والعمل على محاربة الظاهرة، مذكرين بالقانون الدولي ومبادئ احترام حقوق الإنسان، وقال نابوليانو "الهجرة غير الشرعية كظاهرة لابد لها من حلّ والحل بين أيدي حكومات الدول الإفريقية، لكن من جانبنا ليس بهذه الطريقة"، مضيفا "لا بد من احترام حقوق الإنسان في بلدنا"، متعهدا أمام البابا بدراسة الوضعية.