يلتحق بداية نوفمبر القادم 27 ألف مسجل بأقسام محو الأمية بولاية سطيف، منها 90 بالمائة من العنصر النسوي، وقد أرجع مسؤولو الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بالولاية، ارتفاع العدد بهذا الحجم الهائل إلى حملات التوعية والتحسيس خلال الأشهر الماضية في وسط المجتمع، خاصة الدور الفعال الذي قامت به الجمعيات عبر مختلف البلديات والقرى النائية، على غرار جمعية "الإصلاح والإرشاد" وجمعية "إقرأ"، مع فتح أقسام جديدة وإلى جانب زيادة عدد المعلمين، حيث وصلت تغطية أقسام محو الأمية إلى 50 من أصل 60 بلدية، وحسب مصدر مسؤول فإنه تم تدعيم ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بحوالي 428 معلم موزعين عبر مختلف البلديات، كما تم توفير مختلف الإمكانيات اللازمة لضمان تعليم جيد بما في ذلك الكتب والوسائل البيداغوجية. وتطبيقا للإستراتيجية الوطنية التي تهدف إلى تقليص حجم الظاهرة إلى 50 بالمائة مع آفاق 2012 والقضاء عليها نهائيا ومع حلول سنة 2016، عمدت جميع القطاعات بالولاية على تنسيق الجهود من أجل تحقيق الهدف النبيل، وذلك بإدراج عدة جمعيات علمية وخيرية من أجل المساهمة في التكفل بمهمة تدريس المسجلين، واحتضان العملية بمقراتها وذلك لضمان السير الحسن لوتيرة تقديم الدروس، ونذكر على سبيل المثال الجمعيات النشطة في هذا المجال "جمعية آفاق العلمية" لقرية عين مسعود، الجمعية الوطنية "الإصلاح والإرشاد" وكذلك جمعية "إقرأ" وجمعيات نسوية لترقية المرأة تنشط بمختلف البلديات، إلى جانب ما تقوم به جمعية "ربط" لترقية الأحداث التي تنشط على مستوى مركز إعادة التربية وإدماج الأحداث بمركز الولاية، حيث تتكفل بتقديم الدروس على مستوى المركز لصالح الأطفال الذين يقل سنهم عن الثامنة عشر سنة، وتشهد العملية تضافر جهود مديرية الشبيبة والرياضة وكذا مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لإنجاح العملية بالولاية، خاصة على مستوى المناطق النائية التي تعرف ظروفا مميزة بما في ذلك منطقة القبائل بشمال الولاية، حيث ارتأى القائمون على العملية بهذه المناطق إلى تقديم الدروس على مستوى المساجد والمنازل حيث يفصل النساء على الرجال، وقد لقيت المبادر استحسانا من طرف الجميع وسجلت نجاحا كبيرا.وعلى صعيد التكوين، ستشرع الملحقة الولائية للديوان الوطني لمحو الأمية مستقبلا في تنظيم أيام دراسية تكوينية لفائدة المعلمين ومكوني فصول محو الأمية وتعليم الكبار، لتطوير الطرق والوسائل المنتهجة في تعليم القراءة، اللغة والحساب. وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسجيل 130 ألف متمدرس في أقسام محو الأمية عبر القطر الوطني، حيث تم تخصيص 3552 حجرة تعليم على مستوى 722 بلدية، ومن المرتقب أن يرتفع العدد مع بداية الدخول الجديد، ليصل إلى 200 ألف متمدرس من مختلف الأعمار.