يجد الكثير من المرضى بولاية الشلف صعوبة كبيرة في التوجه نحو أخصائي في أمراض النساء والتوليد بالقطاع الخاص لقلة عدد الأخصائيين بالقطاع، والذي لا يتجاوز ال 05 أخصائيين، رغم أنه تم مؤخرا تحويل مستشفى الشرفة "الإخوة خليف" إلى مركز للأمومة والطفولة، وهو ما يعني تخصصه بالكامل في هذا التخصص الحساس، إلا أن عدم استقدام أطباء أخصائيين جدد في أمراض النساء والتوليد يجعل القطاع يسير بطريقة عرجاء تؤثر على التغطية الصحية لمرضى الولاية التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة. و ما زاد الأمر صعوبة هو ذهاب الفريق الطبي الصيني المكون من 05 أخصائيين والذي كان يضمن المداومة اليومية بمستشفى الشرفة، والتي صارت اليوم تسير حسب مصادر صحية محلية بطبيب مناوب واحد لكامل الولاية، حيث كثيرا ما يكون هناك طبيب مناوب واحد سواء بمستشفى عاصمة الولاية أو بمستشفى الصبحة أو الشرفة، وآخر بأقصى الشمال بمدينة تنس الساحلية.. وهو ما يحتم على المرضى التوجه نحو العيادات الخاصة التي صارت تظهر كالفطريات في ظل غياب أخصائيين بالقطاع العمومي أو عدم تحمسهم للعمل بالقطاع بالنظر إلى ما يمكن أن يحققوه لدى العيادات الخاصة، خصوصا إذا اعتبرنا أن مبلغ العملية العادية الواحدة لا يقل عن 20 ألف دج، أما إذا كانت العملية قيصرية فتتجاوز 40 ألف دج حسب نوعية العملية والعناية المرفقة والأدوية الممنوحة. وتعرف مصلحة التوليد بمستشفى الشرفة الواقعة بعاصمة الولاية حالة من الاكتظاظ والفوضى نتيجة لتوجه الكثير من النساء الحوامل إلى هذه المصلحة لما يعرف عنها من نوعية الخدمات المقدمة، إلا أن العائلات الميسورة تفضل التوجه نحو العيادات الخاصة بدلا من البقاء في وسط الفوضى والاكتظاظ. وكثيرا ما صادفنا حالات استعصى على أصحابها التنقل بنسائهم من أجل الولادة التنقل إلى أي مستشفى لغياب المناوبة الليلية بهذا المستشفى أو ذاك، قبل التأكد من وجود أو عدم وجود طبيب أخصائي في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى، وهو ما يضطر المريضة في الأخير-مرغما - إلى التوجه نحو العيادات الخاصة والتي وجدت في فوضى القطاع العام وانعدام الأخصائيين فرصة لتحقيق المزيد من الأرباح. ومؤخرا زار وفد سويسري مستشفى عاصمة الولاية بالشرفة وأجرى عملية تكوين لما يفوق60 طبيبا مختصا من بينهم أخصائيين في أمراض النساء والتوليد، كما قاموا بإجراء عمليات توليد وتحاليل على كثير من المرضى والذي تصادف تواجدهم بالمستشفى مع زيارة الوفد السويسري الذي دامت زيارته للولاية أسبوعا كاملا. ونشير إلى أن مديرية الصحة والسكان تفتح مع بداية كل سنة مالية جديدة عشرات المناصب المالية في التخصصات القاعدية الأساسية التي يفتقد إليها القطاع كأمراض العيون ،النساء والتوليد،الطب الداخلي والجراحة، إلا أن عدم تقدم الأطباء الأخصائيين بالعدد الكافي لشغل هذه المناصب يضطر المديرية إلى إعادة تسجيلها كل مرة في السنة الموالية.