وصف الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الإشتراكية، كريم طابو، قرار رئيس الجمهورية بالتعديل الجزئي للدستور بمثابة خدعة للبقاء في السلطة، قائلا إن حزبه ينادي بالديمقراطية الحقيقية وأن النظام السياسي في الجزائر مبني على سلطة غير دستورية والفئة المحتكرة للسلطة هي من تتحرك لتعيين الرؤساء. وقال الرجل الثاني في الأفافاس لدى إشرافه الخميس الفارط بمقر الفيدرالية للحزب بتيزي وزو على لقاء تشاوري جمع إطارات ومناضلي الحزب، أن الإعلان عن تعديل الدستور عبر البرلمان ليس له أية مصداقية أو شرعية قانونية وإنما يستوجب، حسبه، الاعتماد على الاستفتاء الشعبي الذي يراه أكثر نزاهة وشفافية، مضيفا أن الجزائر لم تطبق أي دستور منذ الاستقلال إلى غاية التسعينيات. وهي الفترة التي اعتبرها من أخطر المراحل في مسار البلاد بسبب الاعتماد على خيارات سياسية أدت بالشعب إلى الهلاك، محملا المسؤولية لبعض الأطراف التي تقبع في هرم السلطة والتي حملها التسيير العشوائي لمصالح المواطنين. وأضاف طابو، في لقائه حول مسائل ترقية الحزب وكيفية بناء فروعه، أنه من الضروري تبني خطة عمل جديدة تتماشى والتغيرات الطارئة والانطلاقة، حسبه، تكون من تغير النظام الحالي الذي وصفه بغير الصالح، مستدلا بنسبة التصويت الضئيلة خلال التشريعيات الفارطة وأن المشكل الأساسي، يضيف طابو، يكمن في النظام الذي يحاول إجراء تعديلات دستورية بطرق غير ديمقراطية ترهن حياة المواطن البسيط. كما عرج بانتقاداته على الجانب الاقتصادي الذي تعيشه الجزائر، التي ورغم عدم تأثرها بالأزمة المالية العالمية بطريقة مباشرة لعدم تعاملها مع البنوك العالمية الكبرى، إلا أنه يستوجب، حسب نفس المتحدث، التفكير بجدية حول تداعيات هذه الأزمة التي قد تفاجئ البلاد بين الحين والآخر، إلى جانب دعوته إلى فتح نقاش وطني سياسي حقيقي حول الرئاسيات. وأوضح الأمين الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية في تصريح ل "الفجر"، على هامش اللقاء، أن الأفافاس مستعد لاحتضان الذين غادروا الحزب منذ سنوات، شريطة اعترافهم بفشل تجاربهم الشخصية خارج الحزب وأن تكون لهؤلاء، حسبه، الشجاعة في الاعتراف أمام الرأي العام بفشلهم في محاولاتهم السياسية وأن احتضانهم من جديد يمر عن طريق دراسة ملفاتهم مثل باقي. كما كشف طابو عن الشروع في دورات تكوينية بداية نوفمبر الجاري لفائدة مناضلي الحزب والتي ستحتضنها مدرسة علي مسيلي للتكوين، حيث ينتظر لقاء ما يزيد على 800 طالب جامعي، حسب طابو، الذي أكد أنه دعا ممثلي حزبه على مستوى المجالس الشعبية البلدية والولائية إلى الرفع من حجم المساعدات التضامنية لصالح منكوبي غرداية، حيث كشف عن استعداد الأفافاس لإرسال وفد طبي وزيارة المصابين خلال عيد الأضحى المبارك، إلى جانب التكفل بعدد من الأطفال المنتظر قدومهم إلى تيزي وزو بمناسبة العطلة الشتوية.