جقال بايزيد المدعو "مخلوف الجلفاوي" من مواليد بلدية عين الإبل جنوبالجلفة سنة 1920 ، ينحدر من عرش أولاد الرقاد أحد بطون عرش أولاد نايل. وعلى عادة أهل البادية أخذه والده لزاوية الشيخ مصطفى بن بولرباح بناحية " الدويس " وكانت الظروف الصعبة التي يعيشها سكان المنطقة على غرار باقي مناطق الوطن بسبب الحرب العالمية الثانية سببا قويا في التحاقه بالجيش الفرنسي، ليتم إرساله إلى الهند الصينية أوائل الخمسينيات بعد استكمال فترة تدريبه، ليشارك بعدها في حرب الفيتنام. وقد كان أول عهد له بالثورة التحريرية وانضمامه إليها بعد عودته من الفيتنام ووصوله إلى برج بوعريريج، حين كانت تعرف الثورة التحريرية وقتها الشمولية من خلال المعارك الطاحنة التي شهدتها مختلف مناطق الوطن. ولم يقنع الشهيد بالالتحاق فقط بجيش التحرير بل قام وبمساعدة رفيق له يدعى موسطاش الحسين بسرقة شاحنة من عتاد الجيش الفرنسي من نوع "رونو" محملة بكمية معتبرة من أسلحة الرشاش الفرنسي 29/24 ووصلوا إلى قرية "أميزور" في 19جانفي 1956 للمشاركة في معركة "أماسين" الشهيرة غرب وداي الصومام، والتي كانت بقيادة الملازم أرزقي بايري المعروف بأرزقي الأوراسي. ويذكر الأستاد عبد العزيز واعلي أن جقال بايزيد حظي باستقبال منقطع النظير من طرف الشهيد عميروش بجبل "أكفادو" حيث كلفه بقيادة إحدى الفصائل التي تنشط بالجهة الغربية لوادي الصومام. وفي شهادة أخرى موثقة بتوقيع الأستاذ واعلي أشار فيها أن الشهيد جقال بايزيد كان يقود إحدى الفصائل التي توزعت في الفجاج الجبلية والتي ساهمت في إنجاح مؤتمر الصومام، كما شارك في المعركة المشهورة "الأمل والبندقية " التي جاءت كردة فعل بعدما استهدف الجنرال "ديفور" تراب الولاية الثالثة، أين تصدت فصائل الثورة لهذا العدوان واستشهد جقال بايزيد بمنطقة "أسامة " التي تبعد ب 10 كلم عن مدينة بجاية، وذلك بعد اشتباك مع قوات المستعمر سنة 1957 وأضاف الأستاذ "واعلي عبد العزيز" لو أمد الله في عمر الشهيد لكان له شأن عظيم في ميدان الترقية العسكرية والمسؤوليات الوطنية لشجاعته الكبيرة. ومقابل هذا لا زال الشهيد "جقال بايزيد" ينتظر من السلطات الولائية والمحلية بولاية الجلفة التفاتة لتسمية إحدى المنجزات باسمه كاعتراف بهذه الشخصية التي ساهمت في تحرير الجزائر وفي تدريب الكثير من قادة الجيش الوطني الشعبي الذين لازال بعضهم على قيد الحياة، على غرار ما فعلته السلطات بولاية بجاية التي احتضنته مجاهدا ثائرا وشهيدا، وأطلق اسمه على ساحة ومدرسة بوسط مدينة بجاية . وتجدر الإشارة أن الشهيد له ابن واحد يشتغل كعامل بسيط بوحدة نفطال بالجلفة، لم ينعم برؤيته، ولا زالت زوجته التي اختارت أن تبقى وفية لذكراه تسكن بشقة بالإيجار.