"الفجر" التقت بالروائي واسيني الأعرج على هامش توقيعه لروايته الجديدة المتوجة بجائزة أحسن رواية باللغة العربية في إطار فعاليات الطبعة الثالثة عشر للصالون الدولي للكتاب وذلك بجناح دار"منشورات بغدادي" وكان لنا معه هذاالحوار في البداية هل يمكن أن تقدم لنا باختصار محتوى رواية "كريماتوريوم" ؟ ++ رواية " كريماتوريوم، أو سوناتا لأشباح القدس " هي رواية تتناول قضية فنانة فلسطينية تهاجر إلى أمريكا بسبب ظروف قاسية (ظروف حرب 1948مع النكبة ) تذهب في سن الثامنة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعندما يتقدم بها العمر لتبلغ حوالي 60 سنة تصاب بمرض السرطان، فتتمنى أن ترجع إلى أرض الوطن لتدفن في مدينتها، وهو الأمر الذي رفضه الإسرائيليون، لكنها تتحايل على ذلك وتطلب من ابنها أن يحرقها ويدخلها على شكل رماد وتطلب منه أن يضع رمادها في نهر الأردن، في حي المغاربة وفي كل الأحياء التي عاشت فيها طفولتها، وبالتالي تدخل من الباب الذي أرادوا أن يحرموها منه. روايتي هذه هي رواية عن فلسطين لكن ليست فلسطين بالمعنى السياسي، وإنما فلسطين بالمعنى الإنساني، وهو المنحى الذي بدأت تأخده كل أعمالي. إذن يمكننا القول أن موضوع الرواية هو السبب الذي جعلك تمنح الجائزة التي نلتها عن روايتك هذه إلى أطفال فلسطين ؟ ++ طبعا، مؤكد. على كل حال أنا لم أكن بالجزائر وفوجئت بالأمر ، فالأستاذ بغدادي- كممثل عن دار "منشورات بغدادي" التي نشرت الرواية - هو الذي رشحها للمسابقة وأشكره على ذلك، كما أن زوجتي كانت هنا وأخذنا المبادرة أن تمنح الجائزة لفلسطين، وهذا أمر طبيعي لأننا اخترنا موضوع فلسطين، وبالتالي فرد الفعل الأولي هو أن تعطى للفلسطينيين، مثل جوائز سابقة جزء منها منح لأطفال مرضى السرطان. أقول هذا اضعف الإيمان، وهذا لا يحل المشكل فهو ليس سوى إسهام رمزي بسيط يمكن للإنسان أن يساهم به وهو مرتاح داخليا لا ينتظر شيئا آخر، لأن الكتابة هي نوع من" السخاء" وهذا السخاء إذا فقد علاقته الإنسانية فليست لديه قيمة بصراحة، وإلا ما قيمة أن تكتب وتكون لديك جوائز إذا لم تمنح هذه الجوائز لأشخاص آخرين يستحقونها، لأن الجائزة ليست هي التي تصنع لي حياتي فأنا أصنع الجائزة، ثم أنا أعيش بعملي فأنا كاتب هاو ولست كاتبا محترف، فعملي بالجامعة هو الذي أعيش منه، ولما تأتي هكذا أشياء غير محسوبة فالأجمل أن يتكرم بها الإنسان لجهات أخرى. مارأيك حول واقع النشر في الجزائر؟ ++ والله شيء جميل، فهو في تحسن مستمر أفضل من السنوات السابقة، المشكل الآن يتعلق بالتوزيع أكثر من النشر. هل تقصد أن الكتاب متمركز بالعاصمة ولا يصل إلى مناطق الوطن الأخرى ؟ ++ لا، أكثر من ذلك، فالتوزيع لا يزال قليلا جدا. أتمنى أن يتوسع في السنوات القادمة، وأكيد أن معظم الناشرين أصبحوا يدركون أنه يوجد مشكل في التوزيع،أتمنى أن توجد مؤسسات للتوزيع.. فهذا هو الحل الوحيد، وبدون ذلك لا يمكن للكتاب أن يوزع بشكل جيد.