يرى محمد بغدادي مسؤول دار نشر بغدادي أن الجزائر في حاجة إلى إستراتجية جديدة تمكنها من إعادة القارئ إلى ساحة المطالعة. وأشار بغدادي الى غياب ثقافة التردد على المكتبات في بلادنا، الامر الذي جعله كمسؤول دار نشر يقلل اهتمامه في التعامل مع الكتب الأدبية ولاسيما منها الروايات. كما يعرج بغدادي في هذا الحوار على جائزة الشيخ زايد للكتاب التي افتكتها داره عن رواية كليماتوريوم لواسيني لعرج. عن هذا الفوز وعن مشاريع الدار يتحدث محمد بغدادي ل''الحوار''. افتكت دار بغدادي مؤخرا جائزتين لاحسن رواية عربية لواسيني لعرج واخرى فرنسية عن رواية تشمليلت. هلا حدثتنا عن هذا الفوز؟ بالفعل تحصلت دار بغدادي خلال هذه السنة على جائزتين، حيث شاركنا بأربع روايات بالعربية الفرنسية والأمازيغة. وافتكت الدار جائزة الشيخ زايد للكتاب عن رواية ''كليماتوريوم'' لواسيني لعرج وجائزة.... عن رواية ''تشمليلت ''فيما لم تفز الرواية الفرنسية بأية جائزة وكذلك الشأن بالنسبة لجائزة التراث. لماذا هذا التخصص في الكتب شبه المدرسية؟ - الامر يرجع الى بداية التسعينات حيث كانت هذه الكتب شبه المدرسية منعدمة في تلك الفترة، لهذا طرحت الفكرة خاصة وان تأليف الروايات كان حلما يراودني منذ الصغر وهي رغبة لم تتحقق بعد وبما أني كنت ادرس الفيزياء فكرت في نشر كتاب حول الفزياء ولاسيما ان المراجع والكتب المدرسية الخاصة بهذه المادة لم تكن متوفرة في فترة التسعينيات، ولاحظت ذلك الإقبال المتزايد عليها حيث طبعت 60 الف نسخة ونفدت كلها. ثم فكرت في تأليف وطبع كتاب السنة الثانية ثانوي دائما في مادة الفيزياء فكتاب السنة الثالثة وهكذا كانت البداية، حيث كنت الوحيد الذي انفرد في تلك الفترة بهذه الفكرة، فكرة طبع الكتب شبه المدرسية، ومن هنا كانت انطلاقة دار بغدادي التي قمت بتأسيسها لهذا الغرض لنشر وطبع الكتب شبه المدرسية، حيث كنا ننشر كتب أساتذة الرياضيات، كتب اللغة العربية.. في كل مراحل ومستويات التعليم من الطور التحضيري الى الطور النهائي. أتعتقد أن هذا هو سر الإقبال المتزايد على هذا النوع من الكتب؟ - اظن ذلك لاننا استطعنا ان نكسب ثقة الاولياء وهذا ما يفسر اقبالهم المتزايد على هذا النوع من الكتب، فضلا عن اهتمامنا المتزايد بالتصحيح والدقة في التعامل مع هذه الكتب شبه المدرسية، حيث نقوم بتصحيح الاسلوب مرات عديدة حتى بعد طبعه لنتفادى الاخطاء التي اغفلناها في الطبعات الفارطة. وكيف جاءتك فكرة الانتقال من الكتاب شبه المدرسي إلى الكتاب الأدبي؟ - الانتقال من الكتاب المدرسي الى الكتاب الادبي جاء بمحظ الصدفة، حيث وبعد ان تعرفت على الكاتب واسيني لعرج اقترح علي التكفل بطبع كتبه قبلت وطبعت له كل اعماله تقريبا من ''سداسية المحنة''، ''شرفات بحر الشمال''... بعض الكتب كانت جريئة في الطرح ومع هذا خضت المغامرة واقدمت على طبعها، لكن المشكل عندنا هو ضعف المقروئية، فالمقروئية في الجزائر قليلة جدا. ما مصير الكتاب الورقي في ظل دخول العالم حقبة تكنولوجية المعلومات وانتشار الانترنت وظهور الكتاب الالكتروني كبديل؟ - اعتقد أننا بحاجة إلى إستراتجية جديدة تمكننا من إعادة القارئ الجزائري إلى ساحة المطالعة، فهناك غياب شبه تام لثقافة التردد على المكتبات في بلادنا ربما هذا ما لا يشجعني أنا كمسؤول دار نشر بغدادي على التعامل مع الكتاب الأدبي واقصد الرواية على وجه الخصوص، فالناس أصبحت لا تقرأ الروايات، قد نطبع مثلا 1000 نسخة لرواية واسيني لعرج أو أي كاتب مشهور لكن لا نبيع منها إلا عددا قليلا قد لا يتجاوز 30 نسخة في ظرف أربع أو خمس سنوات، عكس الكتاب شبه المدرسي فعندما نطبع 500 الف نسخة نستطيع بيعها في خمسة أيام. الرواية تتطلب جهدا كبيرا من صاحبها ولا تعود عليه ولا على الناشر بالربح... ضف الى ذلك فالمقروئية شبه غائبة في بلادنا، واعتقد أن الحل يكمن في تدخل الوزارة الوصية لإعادة الاعتبار للكتاب الأدبي ولاسيما الرواية، فمثلا رواية ''كليماتوريوم'' التي حصلت على جائزة شيخ زايد للكتاب طبعنا منها ألف وخمسمائة نسخة وبعنا منها حوالي 400 الى 500 نسخة في ظرف سنة واحدة فقط. وماذا عن مشاريع دار بغدادي؟ - نحضر لمشروع طبع جديد يدخل في إطار طبع الكتب الفكرية، وسيتصدر قائمة هذا المشروع كتاب''مشكلة التقدم في فكر ابن نبي''، وهو عبارة عن رسالة ماجستير، واعتقد انه كتاب مهم جدا كمرجع أساسي يمكن ان يستفيد منه الباحث والقارئ الجزائري عموما. بالإضافة إلى هذا المشروع هناك مشروع اخر نحضر له يتعلق الامر باعدة توجيه اهتمام الدار من الكتب شبه المدرسية الى الكتب الجامعية، حيث -وبالنظر للنقص الذي تعاني منه مكتباتنا في هذا النوع من الكتب- ارتأت دار النشر بغدادي ان تخوض التجربة في طبع ونشر الكتب الجامعية.كما خضنا مؤخرا تجربة نشر وطبع كتب الطبخ وكانت اول تجربة لنا مع السيدة زينب بشريط التي اقترحت علي الفكرة فقبلت، قمنا بتأليف الكتاب وعنوانه بالصور وجربنا خلالها كل أنواع الطبخ التي احتوت فيه، وشاركنا به مؤخرا في المعرض الدولي للكتاب بباريس وتحصلنا بموجبه على اول جائزة من بين 20 دولة فرنكوفونية شاركت في الجائزة. اعتقد ان ما اعجبهم في كتاب الطبخ هذا هو بساطة وسهولة الوصفات التي تضمنها، ضف الى ذلك جمالية الشكل والطبع. كيف استطاعت دار النشر بغدادي ان تحقق كل هذا الانتشار والشهرة في ظرف فترة قصيرة؟ - ربما لان مسؤول الدار تربطه علاقة كبيرة بالكتاب، فانا اضافة الى كوني صاحب دار نشر مؤلف ألفت العديد من الكتب كما سبق وان ذكرت ولاسيما في الفيزياء ولدي الى غاية الان ستة كتب في السوق. هل شاركت دار بغدادي في مشروع الف عنوان وعنوان الذي أطلقته وزارة الثقافة منذ 2007؟ - في الحقيقة لا ارغب في الحديث عن هذا المشروع هناك العديد ما يقال في هذا المشروع... المهم ان دار بغدادي لم تشارك فيه.