عمارة لخوص هو الكاتب السادس الذي يظفر بهذه المكافأة التي تقدمها الجمعية الوطنية للمكتبيين، تقديرا منها على الجهد المبذول في تقديمه لرواية " صدام الحضارات من أجل مصعد بيازا فيتوريو " والتي سبق لها أن حازت أكبر جائزة أدبية في إيطاليا سنة 2006 "جائزة فيانو". كيف استقبلت هذا التتويج، خاصة أن الرواية سبق لها أن صدرت من قبل مع دار"الاختلاف" ومرت مرور الكرام؟ ++ في البداية أنا سعيد جدا بالجائزة، خاصة أن هذا التكريم جاء من قبل المكتبيين، وأنا لدي إعجاب كبير بالمكتبيين الذين لديهم دور مهم في الربط بين القراء والكتاب، والأديب تكون لديه قيمة إذا كان لديه قراء حيث أرى استحالة أن يملك الكاتب مسيرة بدون قراء روايتي هذه عاشت مغامرة صدرت باللغة العربية سنة 2003 بعنوان" كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك" ثم أعدت كتابتها بالايطالية ، فأنا لم أقم بترجمتها إلى اللغة الايطالية وإنما أعدت كتابتها إلى القارئ الايطالي حيث حققت نجاحا منقطع النظير، وبعد إيطاليا سافرت الرواية إلى فرنسا من خلال دار"آكت سود" التي ترجمتها إلى اللغة الفرنسية، وها هي اليوم تصل إلى الجزائر بعد خمس سنوات من صدورها، بعدما اشترت دار "البرزخ"حقوقها من "آكت سود" وأعيدت الرواية إلى بلدها الأصلي الجزائر تحت عنوان " صدام الحضارات من أجل مصعد بيازا فيتوريو"، كما أن الرواية ترجمت إلى الانجليزية في الأيام القليلة الماضية، بالإضافة إلى أنها ستترجم في الأشهر القادمة إلى الألمانية والهولندية. هل تقصد بقولك إنك لم تترجم الرواية إلى اللغة الإيطالية أنك قدمت الرواية في لباس آخر مغاير تماما؟ ++ صحيح أنني أعدت كتابتها ولكنني احتفظت بالروح الجزائرية، فحسب اعتقادي القيمة الأدبية للرواية تتمثل في كل المعاني والأمثال الشعبية التي يحملها النص العربي، والتي عمدت الى إدماجها في الرواية باللغة الإيطالية. وهذا يندرج ضمن الخاصية التي تتميز بها كتاباتي، وهي إضفاء الثقافة العربية بصفة عامة والجزائرية بصفة خاصة على اللغة الإيطالية . لابد أن موضوع الرواية مهم لذا حظي بكل هذا الاهتمام؟ ++ نعم إلى حد بعيد، فالرواية تحكي قصة اختفاء" أماديو" حيث حدثت جريمة قتل ويتم البحث عن القاتل، لذا تتناول الرواية قصة مجموعة من السكان يقطنون في عمارة بحي شعبي بروما، تقع بينهم صراعات، والمصعد يصبح ذريعة لكل واحد منهم لكي يحكي وجهة نظره حول أسباب الاختفاء. هل استغرقت وقتا طويلا في كتابة أحداث الرواية؟ ++ لقد بدأت كتابتها في سنة 2000 ولم أنته منها إلى غاية 2003 أي حوالي ثلاث سنوات. هذا فيما يتعلق بالنص العربي ، أما النص الايطالي فلم يتطلب وقتا كبيرا جدا. ما رأيك حول واقع النشر في الجزائر؟ ++ بالنظر إلى السنوات الماضية لقد تطور بشكل كبير وملحوظ، خاصة بالنسبة لبعض الدور التي نلحظ احترافية في العمل الذي تقدمه. ما تعليقك حول الثقافة الجزائرية؟ ++ الثقافة الجزائرية هي انعكاس للمجتمع الجزائري، فلا يمكن أن تكون لدينا ثقافة متطورة إذا كان المجتمع متخلفا ، لا يمكن أن يكون لدينا أدب راق إذا لم يكن لدينا قراء وكتّاب. حسب رأيك إلى أي نقطة وصلت الثقافة الجزائرية؟ ++ الثقافة الجزائرية هي ثقافة في أزمة "إما أن الواحد يخرج من النفق أو يبقى في النفق". هناك خلافات ينبغي تجاوزها، فمثلا الصراع بين المعربين والفرنكفونيين هو صراع فارغ ، صراع ليست لديه أي قيمة إبداعية، بالتأكيد لن يثري الثقافة الجزائرية بل سيضعفها، ويصبح الأدباء نفسهم يتهمون أدباء آخرين. بالخيانة على أساس أنه يكتب بلغة أخرى، وهذاما أنا ضده لغتي الأم هي اللغة الأمازيغية، ولدت في العاصمة ، درست في مدارس جزائرية، تعلمت بالعربية والفرنسية والايطالية. والآن سأتوجه لتعلم الألمانية، النسبة لي لايوجد صراع بين اللغات. هل من مشاريع مستقبلية ؟ ++ نعم أحضّر لرواية جديدة ستصدر في العام المقبل، لم أحضر لها عنوانا بعد.