اعتبر الخبير الاقتصادي، عبد الحي زلوم، أن أبرز نتائج الأزمة المالية العالمية كان فقدان الولاياتالمتحدة لانفرادها في قيادة العالم. ولفت زلوم إلى أن قمة مجموعة العشرين لم تخرج بأي قرار عملي كون نتائج الأزمة العالمية أعمق بكثير من أن تتمكن الدول التي اجتمعت مطلع الأسبوع الجاري من الخروج بأي نتيجة، لافتا إلى أن هذه الدول ستحاول مستقبلا الوصول لقواعد جديدة للاقتصاد العالمي بعد فشل النظام الرأسمالي. وسرد الخبير تاريخ أزمات الرأسمالية، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية هي الأعمق والأكثر خطورة على اقتصادات الدول الكبرى، مضيفا أن أمريكا باتت اليوم دولة غارقة في الدين، وتعاني الآن من مديونية حجمها 35 تريليون دولار أي ما يعادل 350 بالمائة حجم الاقتصاد الأمريكي. واعتبر الخبير الاقتصادي زلوم أن "مشكلة المشاكل" هي المشتقات المالية في أمريكا والتي بلغت أرقاما خرافية وصلت 668 تريليون دولار، وهو ما يعادل حجم الاقتصاد الأمريكي لخمسين سنة، ويساوي حجم اقتصاد العالم لعشر سنوات، متسائلا عمن يتمكن من تفكيك هذه الأزمة. وأوضح أن دول الخليج العربي تعرضت لخسائر كبرى نتيجة خسائر استثماراتها في الخارج، إضافة لخسائر أسواق الأسهم لديها والتي "فقدت نصف قيمتها السوقية على الأقل". من جهة أخرى أشار زلوم إلى أن مستوى معيشة الفرد الدول الخليجية لن يتأثر إذا بقيت أسعار النفط أعلى من مستوى احتياجات هذه الدول، غير أنه ذكر أن خطط التنمية والاستثمارات الخليجية ستتأثر بشكل واضح نتيجة الأزمة، التي قال إنها ستستمر فترة طويلة من الزمن.