غابت شمس الحق.. هكذا تقول الأغنية المعبرة لجوليا بوطرس، فالناس كل الناس، في العالم كله، ترى الباطل يغتال الحق يوميا، ولا تحرك ساكنا. القوة الغاشمة والباطلة هي التي تسود، الشعوب كلها تقريبا، والشعوب العربية والمسلمة أكثر من غيرها من الشعوب، ترزح تحت نير الباطل، فالقوة بطشت بضعفها وضعف أنظمتها المهترئة الفاسدة الخانعة. "قصب هياكلنا وعروشنا قصب" هكذا قال الشاعر الراحل محمود درويش. وعندما نرى ما يجري للشعب الفلسطيني من حصار وتجويع على مرأى ومسمع العالم كله، مسلموه ومسيحيوه، عربه وعجمه. ندرك معنى: "غابت شمس الحق" وندرك معنى" قصب هياكلنا وعروشنا قصب"، فحتى الكلبة تحمي نطفتها، كما قال الشاعر الفوضوي مظفر النواب، لكن دولنا لا تفعل!! كثيرا ما يقال أن العاطفة ضعف وترف نسائي، لكن ما الذي نملك في هذا الزمن الرديء غير العاطفة التي تتمزق وتدمى يوميا، في فلسطين وفي كل بلاد العرب وفي كثير من بلدان المسلمين. الصورة صارت من الوضوح بحيث لا يمكن عدم رؤيتها. المال والقوة لازمهما الباطل في غالب فترات التاريخ، ولا حق من غير قوة، والباطل يقتل الحق، وبقيت الأفلام المصرية وحدها هي التي ترى الحق ينتصر! أليس الحق هو القوة؟!! بتحرير حروف الكلمة وإعادة تشكيلها يمكن أن نجد كلمات أخرى كثيرة منها: حال، حال العرب والمسلمين وصلت حدا محبطا من الهوان، فهل دوام الحال فعلا من المحال؟! الواقع يقول العكس تماما! أما كلمة قاحل، فهي تدفعنا للقول: لا يمكن انتظار أي شيء فالأنظمة فاشلة والنخب خاضعة والشعوب عاقر حتى الآن، ولا مهدي منتظر في الأفق. حل، وهل يمكن انتظار حل في هذه الحال، وهل يمكن تصديق وهم الساسة العرب في السلام خيار استراتيجي، وهل يمكن لأمريكا والصهيونية أن تجد أنظمة وشعوبا مغفلة مثل أنظمتنا وشعوبنا؟ لا طبعا، وما لجرح بميت إيلام!! قال، ومن يستطيع القول غير ما تقوله أمريكا وأنظمتنا، ومن يستطيع أن يرفع صوته وليس كل صراخ هو صوت وليس كل نحيب، مثل الذي تقرؤونه في هذه السطور صوت ومن يستطيع أن يقول كفى بلغ السيل الزبى؟ غابت شمس الحق وتسكرت الدروب!!