قال من جهته ذات المتحدث، إن هناك أمراض عديدة وبارزة أصبحت عاملا أساسيا في فقدان الكثير من الأشخاص بصرهم رغم الإمكانيات الطبية المتاحة في المستشفيات والعيادات الخاصة، إلا أنها تبقى ضئيلة مقارنة بالعدد الكبير للمرضى الذين يتوافدون على مستشفى أمراض العيون بكثرة، في حين تصل المواعيد عند القطاع العام لأكثر من ثلاثة أشهر، وذلك ما يشكل خطرا كبيرا على صحة العين للمريض الذي كثيرا ما يفقد بصره بعد التأخر في إجراء العملية له. ومثال على ذلك أمراض الأطفال التي تتطلب نظاما معينا خاصة إذا كانت الإصابة خطيرة مثل سرطان العين الذي يفتك بالعين، رغم أن التقنيات المتوفرة في دول أوربا تحقق نسبة نجاح العملية بنسبة معينة، ويتم المحافظة على العين. إلا أنه في المستشفيات الحالية عندنا فإن النسبة تكون منعدمة عندنا وهذا عند الأطفال المصابين بسرطان العين بعيادة "كنستال" لا حل لهم سوى بتر العين، وذلك رغم الميزانيات الضخمة التي ترصدها الدولة من أجل تكوين الأطباء إلا أن النقص يبقى دائما مطروحا ويقف لحجرة عثرة أمام نجاح الكثير من العمليات التي تتطلب الدقة في إجراء العملية الجراحية ومنها مرض بياض العين - أو كترات - الذي أصبح سريع الانتشار بين الأشخاص، حيث أجرى الباحثون الأمريكيون تقنيات دقيقة وعصرية تستعمل في العلاج باحترافية عالية وتحقق نسبة نجاح العملية ب 100% إلا أن المرضى عندنا لا يتقربون من المراكز الصحية إلا بعد فوات الأوان، مما يخلق لهم مضاعفات خطيرة وغالبا ما يتم فساد وإتلاف العين. كما أن الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهابات في العين وبمرض السكر وضغط العين، الذي يرشح المريض للإصابة بالعمى وفقدان البصر. حيث أن هناك 50% من الأشخاص يعانون من ضغط في العين وأعمارهم أكثر من 60 سنة من كبار السن، وهو مرض خطير يهدد سلامة العين والرؤية بعد فوات خلايا العصب البصري التي لا يمكن تجددها بعد وفاتها، هذا إلى جانب مرضى بياض الذي يصيب أيضا العين ويتطلب عمليات جراحية دقيقة. وأعلن في ذات السياق الدكتور مزيان أن العين تصاب بأمراض عديدة مختلفة إذا لم تؤخذ كل الإحتياطات اللازمة، فإن فقدان البصر يكون لا محالة، لأن هناك أيضا أمراض تصيب غالبا القرنية ويتطلب زرع قرنية أخرى، إلا أنه أمام غياب ثقافة التبرع بالأعضاء يبقى المرضى يعانون، حيث معظم العمليات زرع القرنية التي تجري بالمستشفيات فإنها يتم شرائها من بنوك دولية مختصة في هذا المجال، وتكلف الدولة سنويا أموالا طائلة، كان علينا أن نتفادى ذلك لو توفرت لدينا ثقافة التبرع من شخص ميت إلى حيّ حيث يمنحه الحياة مجددا في الوقت الذي يقدر فيه سعر القرنية الواحدة بين 1800 إلى 2000 دولار، وبالرغم أن كل ما يجري من عمليات لزرع القرنية يبقى قليلا جدا مقارنة بعدد الطلبات سواء عند الأطفال أوالكبار، وذلك ما تبرزه الملفات المطروحة بعيادة بلرزق لطب العيون سابقا التي فاق الطلب العرض بالرغم من إجرائها هذه السنة أكثر من 70 عملية، إلا أن الطلب فاق كل التوقعات في انتظار استيراد قرنيات جديدة أخرى للمرضى. طلب في الأخير ذات المتحدث، بضرورة إجراء فحص للعين كل سنة لتفادي إصابة العين بأمراض لا يمكن الكشف عنها إلا بعد تقدم السن، والتي تتحول وقتها إلى مرض مزمن ومرض خطير قد يتسبب في بتر العين واقتلاعها من مكانها، وإحداث عاهة مستدامة في العين للمريض، مما بات يتطلب الوقاية من المرض خير من العلاج، خاصة أن تقنيات العلاج لمرض العين قد تطور بشكل كبير خاصة بعد إدخال الإعلام الآلي والتكنولوجيات العالية لمحاصرة المرض.