فاجأ رئيس الحكومة عبد العزيز بلخادم المشاركين في المؤتمر الثالث والعشرين لطب العيون بالقول، إن هذا التخصص بحاجة إلى تكوين كبير، وهو ما أثار موجة من »التذمّر« بين الحضور الذين تعدى عددهم ال700 بين جزائريين وأجانب. وكشف بلخادم عزم الجزائر على تعزيز كل ولايات الوطن بمراكز جامعية متخصصة في طب العيون في نهاية العام 2007. أهم ما جاء في هذا المؤتمر هو الرقم الكبير لعدد المكفوفين في الجزائر، والذي وصل إلى 62 ألفا منذ الاستقلال، فيما يعاني 165 ألف جزائري من ضعف البصر. وعلق بلخادم على الرقم الذي يخص المكفوفين، قائلا: »إنه رقم مهول بالمقارنة مع فرنسا التي تعدّ الرقم نفسه ولكن بتعداد سكاني يفوق الجزائر بمرّتين«. رئيس الجمعية الجزائرية لطب العيون قال بأن هذا الرقم يمثل ما نسبته 2.6 بالمائة لكل ألف نسمة، بينما لا تتعدى النسبة واحدا لكل ألف نسمة في الدول المتقدمة، في حين تتراوح النسبة بين 3 و10 بالمائة لكل ألف نسمة في البلدان المتخلفة. وأضاف المتحدّث بأن الرقم الذي سجلته الجزائر لا يدعو إلى القلق، مشيرا إلى تحكم الجهات الطبية في البلاد بالأمراض المتعلقة بالعيون، غير أن هذه التطمينات لم تقنع بلخادم الذي أصرّ على أن البلاد تشهد انتقالا ديمغرافيا متزايدا يوازيه تفشّ وبائي للكثير من الأمراض ومنها أمراض العيون، وهو ما يتطلب حسبه تكفّلا طبيا كبيرا، خاصة وأن الجزائري أصبح يعيش عمرا أطول بدأت تظهر معه أمراض الشيخوخة التي تحتاج هي الأخرى إلى رعاية واهتمام أكبر. قضية مهمة تناولها المختصون في مؤتمرهم وهي عمليات نقل وزرع القرنية في الجزائر، حيث أوضحوا بأن هناك مرسوما صدر منذ سنة 1985 يجيز نقل وزرع القرنية، غير أن هذا المرسوم غير معمول به على أرض الواقع إلى يومنا هذا، مستغربين لجوء الجزائر إلى استيراد القرنية من الخارج، في حين أن مستشفى مصطفى باشا يسجل 220 حالة وفاة في كل عام، وهو عدد بإمكانه سد احتياجات الحالات التي تستدعي زرع القرنية. البروفيسور »إيف بوليكان« من فرنسا كشف عن أرقام خطيرة في العالم وفي إفريقيا على وجه الخصوص، حيث قال بأن هناك 16 مليون إفريقي لا يبصرون وأنه كان بإمكانهم أن يجروا عمليات جراحية لتفادي فقدان البصر، لكن نقص المراكز والفقر حالا دون إنقاذهم. كما تعد إفريقيا 6 ملايين شخص لا يبصرون نهائيا نتيجة لأمراض الفقر، فيما يعاني 18 مليون إفريقي تشويشا حادا في الرؤية، وتستدعي حالاتهم التدخل لإجراء عمليات جراحية. وعن الأمراض الخطيرة التي صارت تهدد مرضى العيون، كشف المتحدث بأن أخطرها هو مرض الماء الأزرق الذي يتسبب اليوم في فقدان 12 بالمائة من سكان الأرض بصرهم، قائلا بأن هذا المرض يستوجب الكشف عنه مبكرا قبل أن يستشري في المريض كلما كبر في السن. ويعد العالم أجمع 630 مليون كفيف، وتعد فرنسا 2 مليون كفيف. في نهاية الأشغال لم يفوت بلخادم الفرصة للقول بأن الجزائر قد أعدت برامج وطنية طموحة وميزانية تستمر الى العام 2025، وهي برامج خاصة بالصحة ومنها ميزانية لطب العيون لمحاصرة كل الأمراض المتعلقة بالبصر. حمزة هدنة