يقول أحد المتفلسفين: المشاكل السياسية مشاكل كل الناس، ومشاكل كل الناس مشاكل سياسية.. فهل الأمر كذلك عندنا ؟!! إذا ما تمعنا حروف هذه الكلمة فأول ما نراه بوضوح هو كلمتين: الأسى .. الآتي .. وصحيح أننا لم نتفق بعد على تحديد مصدر مآسينا .. البعض رأى ويرى أنه الإرهاب والبعض الآخر يرى أن الأمر لا يتوقف عند الإرهاب.البعض الآخر يراه في السلطة.. أما البعض الآخر فيراه في النظام ككل..البعض يقول أن المصدر هوالأزمة الاقتصادية وانعدام العدالة الاجتماعية، والبعض الآخر يضيف لذلك أزمة الهوية.. والجدل متواصل منذ أكثر من عشريتين. ثم هناك كلمة اليأس، وقد تجذّر اليأس في نفوس الناس من رؤية نهاية النفق في هذه الأزمة.. وهناك كلمة سأل.. ويبدوأن الناس لا يمكن أن تُسائِل المسؤولين، وأنه ليس هناك آلية سياسية قانونية تضمن هذه المساءلة.. والأحزاب والانتخابات والمجالس، لا تطمئن لها أكثرية الناس وسيلة لهذه المساءلة.. والسؤال يعني الديمقراطية ويعني حرية التعبير ويعني بكلمة حياة سياسية عادية.. وحتى تكون كذلك، فينبغي أن لا يكون: اللعب مغشوش والركبة مايلة.. كما كانت تردد شخصية هامة أيام كانت خارج السلطة.. ويبدو أن " ركبتها" اليوم لم تعد"مايلة"! وتجعلنا كلمة الساسة نطرح تساؤلات كثيرة، أولها من هم رجال ونساء السياسة عندنا؟!! وما علاقة الناس بالساسة من البلدية إلى الحكومة وإلى فوق؟!! الساسة في كل المجتمعات مبشرون ببرامج وحلول وناشرون للأمل.. فكم من سياسي يمكن القول أن لديه برنامج ؟!! على العموم هناك ساسة بالسلطة، أي من يجعلهم منصبهم ساسة رغما عن أنوفهم، وهناك ساسة السلطة، أي المعبرون عنها، وهم من جميع الأصناف والألوان. وهناك سياسيون بالصدفة وسياسيون بالمؤانسة، وسياسيون في القطار دائما ومهما كان اتجاهه ..!!