مصطلح السيستام يقابله في العربية مصطلح نظام، لكن من دون أن يطابقه تماما. ويعني السيستام فيما يعنيه، وجود منطق في إدارة الشؤون العامة، وإذا أخذناه بالإضافة، أي "سيستماتيك" فعندها سيأخذ معنى آخر وهو شامل أو شمولي. المهم في كل هذا هو ما نلاحظه هذه الأيام، حيث صار السيستام عندنا وعلى المستوى العالمي متشابهين في المنطق وفي العدو وفي الحلول. ألا نرى فعلا أن الكل يوالي النظام والسلطة الفعلية للعالم ويرضخ لمطالبها وينفذ رغباتها في "الحرب على الإرهاب" من دون حتى الاتفاق على معنى الإرهاب ودون الاتفاق حتى على مدى هذه الحرب وغاياتها النهائية. إذا هي الأحادية القطبية، ويبدو أن السيستام الأحادي يعطي النتائج نفسها ويعتمد المنطق نفسه، وهو منطق القوة وهو حماية مصالح ضخمة متناقضة في أحيان كثيرة مع مصالح الناس، غالبية الناس. في حروف هذا المصطلح، هناك كلمات تساعدنا على فهم بعض أبعاده. من هذه الكلمات نجد كلمتين تأمل وتألم، وفعلا فتأمل حال السيستام عندنا وما نجم عن استمراره القصري عمم ألوانا من الآلام عند الناس وكرّس أحادية قاصرة ومقصرة غبية وفاشلة في حل أي من المشاكل المطروحة عليها وعلى المجتمع، ويبدو أن مآل ما يقوم به بوش، رئيس السلطة الفعلية العالمية، سيكون المآل نفسه الذي وصله منطق السيستام عندنا، لكن على نطاق أوسع وبآثار لا يمكن حصرها اليوم. أما كلمة يسل، فهي تذكرنا أن بوش سل سيوف الطغيان، وهو فعلا ليس طغيانا ضد الإسلام والمسلمين، لأنه طغيان في خدمة مصالح لا تعترف بحدود أو ديانات، فمهما كنت، فالمهم أن تخضع والمهم أن لا تعمل بأي طريقة كانت، لا سيما إذا استخدمت العنف المضاد، والحركات المناهضة للعولمة هي أقوى في الغرب منها في أي جهة أخرى من العالم، وهي حتى الآن مسالمة، وقد لا تظل كذلك. وتجعلنا كلمة يستاء، نقول إن الاستياء من السيستام العالمي يسير في اتجاه التوسع، وقد تكون الحرب على الإرهاب سببا في تعطيل هذا الاستياء من التعبير عن نفسه بشكل أقوى، تماما كما هو الحال عندنا، أليس كذلك؟!!