المتجول بشوارع العاصمة هذه الايام وقبل قرابة أسبوعين عن عيد الأضحى يشد انتباهه تلك المباريات المشحونة ما بين الكباش والمتبوعة بمجموعة كبيرة من الاطفال والشباب الذين علت اصواتهم بالهتاف وتشجيع الكباش على المبارزة والنطاح، وفي الاخير يتوج صاحب الكبش المنتصر بمبلغ مالي يعادل في كثير من الأحيان ثمن شراء الكبش . وحسب بعض المواطنين الذين تحدثنا معهم بحي "الرويسو" بالجزائر العاصمة فان ظاهرة القمار بالكباش اصبحت تتكرر كل سنة مع قروب عيد الاضحى المبارك، متبوعة بوفود من الاطفال والشباب الذين يشجعونها بهتافاتهم واصواتهم العالية على المبارزة، بالرغم من تحريم الدين لها وخطب الائمة التي لا تكاد المساجد تخلو منها.ومن جهة اخرى فقد لاحظنا ان اغلب العائلات التي تشتري هذه الكباش ميسورة الحال، مما جعلها تفكر في اقتنائها من اجل تحقيق الربح السريع خاصة وان اغلبية مالكيها هم بطالون وجدوا في هذه الظاهرة مصدرا للاسترزاق. وفي حديث لنا مع الشاب(ع. س) من بلدية واد السمار اكد لنا انه اشترى عددا كبيرا من الكباش من الولايات الداخلية كالجلفة، عين الدفلة، المدية باثمان رخيصة، ليبيعها بعد ذلك في الجزائر العاصمة باثمان تتراوح مابين 25 الف الى 50 الف دينار جزائري. كراء محلات ل"ايواء" الكباش ومن جهة اخرى فقد تحولت العديد من المحلات الى اسطبلات للكباش في ظل غياب الرقابة، وهي تاوي كباش الموالين والمشترين على حد سواء، وذلك بسعر قد يصل الى500 دينار لليلة الواحدة على حسب الخدمات المقدمة لهم، في حين تضطر العديد من العائلات الى وضعه في المطبخ او الشرفات تحضيرا لليوم الموعود الذي يقوم به كبشهم بخوض المباراة . وعلى صعيد اخر ابدى لنا سكان الكثير من الاحياء الشعبية استياءهم الكبير من الانتشار المذهل لهذه الظاهرة وما تسببه من ازعاج خاصة وان هذه المباريات تدوم لساعات طويلة في النهار والليل، ناهيك عن خوفهم الشديد من تعرض اطفالهم الذين يرفضون الدخول للمنازل للمخاطر الكثير المنجرة عنها والوقت الكبير الذي يضيعونه في مشاهدة المبارزة بين الكباش والتي تكون على حساب دراستهم.