يشترط على الراغب في الحصول على البطاقة الزرقاء، التي تمكنه من العيش بإحدى دول أوروبا، أن يكون حاملا لشهادة عليا معترف بها، ويتمتع بخبرة مهنيًّة لا تقلُّ على ثلاث سنوات. ويشترط عليه كأول خطوة الحصول على عقد عمل من إحدى دول الاتحاد الأوروبي، مدته سنتين على الأقل، وبراتب يساوي ثلاثة أضعاف الحد الأدنى للأجر كأقل حد. ويمكن للحائز على البطاقة الزرقاء، إذا كان رب عائلة، استحضار أسرته للعيش والعمل معه، كما يجوز له تجميع فترات إقامته من أجل الحصول على حقِّ الإقامة الدائمة، وليس بالضرورة أن يقيم مدة خمس سنوات في دولة واحدة، كما كان معمولا به فيما مضى، بل يجوز له أن يعيش في بلد أوروبي لمدة ثلاث سنوات وسنتين في بلد آخر. وتحتاج أوروبا على مدار العشرين سنة المقبلة إلى حوالي 20 مليون من المهاجرين المهرة، خاصة في مجالي الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، حسب آخر تقرير لدول الاتحاد الأوروبي. وصادق البرلمان الأوروبي، أول أمس، بثلاث مائة وثمانية وثمانين صوتا، على مشروع البطاقة الزرقاء، كميكانيزم لجذب المهاجرين الأكفاء للعمل في الدول الأعضاء في الكتلة الأوروبية، وذلك على غرار البطاقة الخضراء المعتمدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكان فرانكو فراتيني، مفوًّض الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي، قد كشف أن الاتحاد سيسعى إلى جذب المهاجرين من ذوي المهارات العليا وتسهيل إجراءات السفر والتنقل ضمن الدول الأعضاء. وجاء نظام العمل بالبطاقة الزرقاء كوسيلة لاستحضار الأشخاص ذوي الكفاءات والمهارات العالية للعمل في دول أوروبا باقتراح من المفوضية العليا للاتحاد الأوروبي، وهذا للحفاظ على النمو الاقتصادي والتطور بالمنطقة. وتعتبر الجزائر من بين الدول التي تشهد موجة من الهجرة، حيث يفضل شبابها أوروبا عن غيرها وخاصة فرنسا، ورغم عدم توفر إحصاءات دقيقة حول المهاجرين الجزائريين في أوروبا، فإن آخر الأرقام التي أشارت إليها بعض وسائل الإعلام، تكشف تجاوزهم المليونين في فرنسا وحدها، إضافة إلى نحو مليون ونصف مهاجر موزعين على الدول الأوروبية الأخرى.