بلغ تذمر و غضب سكان المشاتي و القرى النائية خاصة منها مشتة المراونة و أولاد عطاء الله ذروته حينما استيقظوا على حقيقة الوعود الكاذبة التي ظلوا يتلقوها من مسؤولي البلدية حول اقتراب ساعة الفرج للاستفادة من مشاريع تنموية بمفهومها الواسع و القادرة فعليا على تغيير الأوضاع اجتماعيا و اقتصاديا في نظر المواطنين ضرورة تهيئة و تعبيد القواعد السليمة لكل عملية و التنمية الفعلية تبدأ بالأخذ بعين الاعتبار الوضعيات المختلفة و المعطيات المتوفرة و باستياء كبير ألح مواطنو الشرفة على ضرورة توصيل غاز المدينة لهذه المنطقة التي تتميز ببرودة طقسها و عورة تضاريسها فهم على حد تعبيرهم ضاقوا ذرعا بالوقوف في طوابير لشراء قارورات غاز البوتان التي بلغ ثمنها نحو 300 دج خاصة في فصل الشتاء و بالإضافة إلى تحويل هذه القارورات عن طريق عملية الجر عبر الطرقات المهترئة و التي أصبحت غير صالحة حتى للمشي على الأقدام لتتعقد أكثر عند تساقط الأمطار أين يجد المواطن نفسه مضطر لنقل قارورة واحدة على الحمير و ذلك لتجاوز أبعد نقطة من المرتفعات و سفوح الجبال التي في أغلبها عبارة عن مسالك صخرية حادة و هذا بالذات ما جعل بعض السكان الذين التقيناهم يصفون لنا هذه المأساة بتغاضي السلطات عن انشغالاتهم المرفوعة عبر ممثليهم مؤكدين على تصعيد الاحتجاج و غلق البلدية إذ لم تستجب الجهات المعنية لمطالبهم ليتدخل آخر و بلهجة حادة و غليظة و خاصة مشكل الغاز الطبيعي فهو شغلهم الشاغل الآن كما أبدى لنا أحد الشيوخ و بنبرة حزينة تذمره من الحقرة ليضيف قائلا أنه من الإجحاف و الظلم أن يتمتع سكان بعض القرى و الأحياء بالشرفة بنعمة هذه المادة الحيوية و يبقى الآخرون في رحلة مستمرة للحصول على قارورة واحدة من غاز البوتان و الذي أصبح يشكل هاجسا لمعظمها و الجدير بالذكر أن سكان الدوار يعتمدون في تدفئتهم على اقتناء الحطب و الفحم أو يصنعون من فضلات الأبقار " الحنة " التي تساعدهم على اذكاء النار، و عليه تبقى معاناة هؤلاء مستمرة حتى الأطفال ينهضون باكرا للاحتطاب و رغم أن الفجر نقلت كل هذه الانشغالات إلى مديرية المناجم و الصناعة بالولاية أكثر من 3 مرات إلا ان الأمور لا زالت تراوح مكانها .