سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سكان القرية الفلاحية الرائد غلاب بحد الصحاري يشكون انعدام الكهرباء والمدرسة فيما يبقى أكثر من 130 طفل بعيدا عن التعليم و92 تلميذ مهدد بالتخلي عن الدراسة
القرية الفلاحية الرائد غلاب ( الشارب) الواقعة ببلدية حد الصحاري بالجلفة، السلطات المحلية بالالتفات إلى قريتهم ومحاولة إيجاد حلول لمشاكلهم اليومية، حيث يعيشون حرمانا حقيقيا من أبسط ضروريات العيش الكريم، في ظل انعدام الكهرباء الريفية، رغم مراسلاتهم المستمرة التي تعود إلى سنوات التسعينيات، التي وجهوها إلى السلطات المحلية، إلا أنهم لم يتلقو إلا الوعود الجوفاء بالرغم من التعليمات والمراسيم الرئاسية التي تسن كقوانين لتأكد على انتهاج سياسة تعمير الريف وتجديده، و ذلك بخلق مشاريع حيوية تكون مرافقة للفلاحين و تساعد سكان البوادي أينما كانوا، بكل الوسائل الضرورية؛ كعوامل تشجيعية تضمن استقرارهم بالمناطق الريفية وخاصة الفلاحية المنتجة منها، بتوفير مادة الكهرباء الريفية وحفر الآبار الجوفية لتوفير المياه والمراكز الصحية الجوارية، وكذا المدارس التعليمية الابتدائية التي تسمح للأبناء الذين هم في سن التمدرس، الالتحاق بمقاعد الدراسة، بعد أن تم الحث على إلزامية التعليم كشرط أساسي في المدرسة الجزائرية، من أجل انتشال الأبناء من ظاهرة الجهل و التخلف، إلا أن أبناء المنطقة الفلاحية الرائد غلاب، التي يوجد بها أكثر من 130 طفل من الجنسين، لم يستطيعو الالتحاق بمقاعد الدراسة كليا بسبب عدم وجود مدرسة تعليمية ابتدائية قريبة بهذه الجهة، في حين أن هناك عددا مماثلا تعدو سن التمدرس، ولم يسعفهم الحظ في التعلم للأسباب نفسها، بالإضافة إلى 92 تلميذ يتنقلون يوميا على ظهور الدواب، من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة ببلدية حد الصحاري، في ظل انعدام النقل المدرسي الأمر الذي جعل تخوف أولياءهم يزداد كل يوم، و يعطي إشارة واضحة بأن أبناءهم غير مستقرين نفسيا واجتماعيا، في غياب أي مبادرة حقيقية من طرف السلطات المحلية، لانتشالهم من الوضع المزري الذي هم عليه، وقد عبر العديد من الفلاحين الذين قمنا بزيارتهم في جولة استطلاعية بعين المكان، بأن صبرهم على الحرمان وقساوة الطبيعة وإغراءات العيش في المراكز غير الحضرية، أخذ في التقلص بعد أن طال اقتراب الفرج الذي يتمثل في تزويدهم بالكهرباء الريفية، التي يتوقف عليها مصير عشرات العائلات التي اختارت أن تعاشر التراب وتمضي في استصلاح الأرض وخدمتها، قبل أن تصبح اليوم فكرة الرحيل و عملية النزوح تراود مواطنيها، غير أن الأمل الذي يرجونه من وعود المسؤولين السابقين والحاليين و ربما اللاحقين، يعتبر جرعة أوكسجين تبقيهم محافظين على نشاطهم الفلاحي الرعوي، ليبقى رهان هؤلاء المواطنين التفاتة السلطات الولائية لحل مشاكلهم، وخاصة التزود بالكهرباء وبناء أقسام مدرسية، تمكنهم من إنقاذ أطفالهم من التشرد وتبقيهم في أراضيهم، قبل اضطرارهم إلى التخلي عنها والعودة إلى المدينة.