شكل قرار انضمام روسيا إلى عضوية منظمة البلدان المصدرة للنفط "الأوبك" الحدث مؤخرا. وقال خبراء أن الانضمام يحدث منعرجا حقيقيا في الساحة الدولية، ليس فيما يتصل بسياسات العرض والطلب فحسب، بل سيرفع رصيد المنظمة، ما يجعلها أكثر قوة وصلابة في مواجهة الضغوط التي تمارسها الدول المستهلكة عليها، ويجعل من اجتماع وهران حدثا دوليا بارزا. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على لسان خبراء من الأوبيك، أمس، "أن انضمام روسيا في حال تحققه، سيخفف عن المنظمة الكثير من الضغوط، بل وسيساعدها على مواجهة الحملة التي تشنها الدول المستهلكة عليها بشكل مستمر"، معربا عن اعتقاده القوي بأن روسيا جادة في مسعاها للانضمام إلى أوبك. وسيعزز دور منظمة البلدان المصدرة للنفط في العالم، حيث سترتفع عندئذ حصتها من الإنتاج العالمي الذي يباع إلى الدول المستهلكة إلى نحو 55 بالمائة. ورأى المصدر، حسب الوكالة، أن هناك جملة من الأسباب دفعت روسيا إلى التفكير في مثل هذه الخطوة، من أبرزها تداعيات الأزمة المالية العالمية على أسعار الخام والوضع المالي الصعب، الذي تمر به الشركات الروسية الكبرى، والمصاعب التي تعاني منها الحكومة الروسية، إضافة إلى تراجع أسعار الخام إلى مستويات متدنية جدا، موضحا "أن الضغوط على المنظمة تزايدت بشكل ملفت خلال الفترة الأخيرة، حيث لم تعد تقتصر كما جرت العادة على المستهلك فحسب، بل أصبحت تشمل أيضا المنتجين، الذين طالبوا بدورهم بخفض المعروض ورفع أسعار الخام، في الوقت الذي تذرعت الدول المستهلكة بالأزمة المالية العالمية وطالبت بعدم تخفيض الإنتاج". وكان الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف، قد أعلن نهاية الأسبوع، "أن بلاده لم تعد تستبعد الانضمام إلى منظمة الدول المصدرة للنفط، "دفاعا" عن مصالحها إزاء تدهور أسعار النفط". وقال "إن إجراءات الحماية هذه يمكن أن تتضمن تخفيض كمية إنتاج النفط والمشاركة في هيئات المصدرين، فضلا عن المشاركة في منظمات أخرى، إذا أمكننا التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن" في إشارة منه إلى منظمة "الأوبك". وجاء تصريح مدفيديف، عقب دعوة وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، روسيا إلى الانضمام إلى المنظمة، كما يعتبر التصريح الأول من نوعه منذ اندلاع الأزمة، والذي يتحدث فيه مسؤول روسي كبير علنا عن إمكانية انضمام روسيا إلى هذا الكارتيل. من جهة أخرى، أكد الرئيس الحالي للمنظمة، وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، أمس، مشاركة روسيا بالإضافة إلى ثلاث دول أخرى، هي أذربيجان وسلطنة عمان وسوريا ، في اجتماعها المقرر يوم 17 ديسمبر الجاري بوهران. وهي بلدان غير أعضاء بالمنظمة، حيث يمثل روسيا في الاجتماع نائب الوزير الأول المكلف بالطاقة أيغور سيتشين ووزير الطاقة سيرجي شماتكو.