اختتمت أمس بوهران أشغال الاجتماع الطارئ لمنظمة الدول المصدرة للبترول بإجماع على إقرار ثالث خفض للإنتاج قدره 2,2 مليون برميل خلال العام الجاري، ويدخل سريان تطبيقه الفعلي في الفاتح جانفي الداخل من سنة ,2009 في خطوة أخرى لضمان استقرار السوق وكبح استمرار نزول أسعار النفط منذ جويلية الفارط، وسط عدة معطيات تطبع الساحة الجيوسياسية للعالم تستدعي مراعاة مصالح الدول المنتجة والمستهلك في نفس الوقت. وأكد شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم والرئيس الحالي للأوبك لدى افتتاحه الاجتماع 151 لمنظمة الأوبك على ضرورة توحيد وانسجام جهود المنظمة لمواجهة التحديات التي تفرضها ظروف الأزمة الاقتصادية العالمية.وتجسدت الثقة التامة واليقين اللذين أعرب عنهما الوزير خليل بقمة الفرصة الأخيرة في الخروج بقرارات تعزز موقع المنظمة التي تحتكر حصة 40 في المائة من السوق النفطي العالمي، من خلال تبني موقف موحد يقضي اعتماد تخفيض صارم في عرض الخام من أجل تهدئة الأسواق المتضررة من تداعيات الأزمة المالية. روسيا واذربيجان تعرض على أوبك خفض إنتاج النفط بواقع 650 ألف برميل/ يوم أكد نائب الوزير الأول المكلف بالطاقة إيغور سيتشين أن روسيا التي تشارك لأول مرة في اجتماع الأوبك موافقة على تقليص إنتاجها النفطي، بقدر يمكن أن يصل مستواه إلى ما بين 350 و400 ألف برميل في اليوم. وأضاف سيتشين في تصريح للصحافة أن جهود الشركات الروسية التي خفضت من طاقتها الإنتاجة بنحو 5ر1 ميلون برميل يوميا شهر نوفمبر المنصرم، يمكن أن تقلص كمية أخرى من جحم صادراتها، قصد دعم أعمال منظمة الأوبك الهادفة إلى تحقيق الاستقرار في السوق النفطية. وأوضح الوزير الأول إيغور سيتشين أن إسهام روسيا سيتوقف على وضع الأسواق، مذكرا أن الشركات البترولية الروسية تعد جزءا من السوق، حيث تقدر حصتها ب 13 في المائة من الإنتاج العالمي. وصرح ذات المسؤول أن روسيا ستعلن انضمامها إلى الاوبك مستقبلا، وهذا ما يعزز من مكانة الأوبك باستحواذها على 53 في المائة من سوق النفط العالمي. وقال وزير الطاقة الاذربيجاني ناطق علييف في نفس السياق الحاضر لأول مرة في اجتماعات الأوبك، إن بلاده وغير العضوة في الأوبك مستعدة لعرض خفض في انتاجها النفطي يصل إلى 300 ألف برميل يوميا لمساعدة المنظمة على تعزيز أسعار النفط. وأشار علييف إلى أن الطاقة الانتاجية لأذربيجان تبلغ مليون برميل في اليوم، حيث تم تقليص حجم الإنتاج إلى 840 ألف برميل/ يوم في الوقت الراهن، مضيفا أن اعتماد الاقتراح سيفضي إلى خفض في الإنتاج الى 540 ألف برميل يوميا والمحافظة على هذا المستوى لعدة أشهر. الوزير القطري عبد الله العطية: الأوبك تريد دعما ملموسا من روسيا صرح وزير النفط القطري حمد بن عبد الله العطية أن منظمة البلدان المصدرة للبترول ترغب في دعم ملموس من روسيا بغية تنسيق خفض الإنتاج. وأضاف المتحدث أن المنظمة بحاجة لهذا الدعم مشترطا أن يكون واقعيا في الميدان، خاصة وأن الأوبك ليس بإمكانها القيام بكل الأمور بمفردها، لذا فهي بحاجة إلى مساعدة البلدان الأخرى غير الأعضاء في المنظمة. العراق ونيجيريا والسعودية تؤيد قرار الخفض بما لايقل عن مليوني برميل في اليوم قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني إنه يؤيد خفض إمدادات منظمة أوبك من النفط بما لا يقل عن مليوني برميل يوميا من إمدادات النفط العالمية لإعادة التوازن إلى السوق. وأضاف المسؤول في رده على سؤال عما يعتبره سعرا ملائما للنفط أن الدول بحاجة إلى ما بين 80 و100 دولار للبرميل، نظرا للظروف الراهنة في السوق والحاجة لتشجيع المنتجين الهامشيين حتى تستمر الإمدادات للسوق في الأعوام المقبلة. وذكر وزير النفط النيجيري أودين أجوموجوبيا أن بلاده تؤيد بشكل جدي خفض إمدادات منظمة أوبك من النفط بمقدار مليوني برميل يوميا،وأضاف وزير الدولة النيجيري للنفط أنه في مصلحة الجميع أن يتوازن العرض والطلب. وقال وزير البترول السعودي علي النعيمي إن إنتاج بلاده تراجع ب 5ر1 مليون برميل منذ أوت الماضي، وبموجب الحصص المقررة لأوبك في الاجتماع ما قبل الأخير بلغ الإنتاج المستهدف أكثر من 4ر8 مليون برميل يوميا، مشيرا إلى أن الخفض المتوقع في الإنتاج أوبك والبالغ مليونا برميل يوميا سيصل إنتاج الرياض على الأرجح الى أقل من ثمانية ملايين برميل يوميا. فنزويلا : الأوبك قد تجتمع مرة أخرى قبل مارس قال وزير الطاقة الفنزويلي رافاييل راميريز إنه من المرجح أن تدعو منظمة أوبك لعقد اجتماع آخر قبل المؤتمر الوزاري العادي الذي تعقده في مارس المقبل من عام ,2009 قصد تقييم السوق ومدى التزام الدول الأعضاء بالحصص الجديدة المقررة، وكذا تطور توقعات الأسعار ومتطلبات السوق في النصف الأول من العام القادم. وذكرت وكالة رويتز للأنباء أن أسعار النفط تدنت لمستويات أخرى عند عتبة 43 دولارا في البورصات العالمية، عقب المصادقة على البيان الختامي من قبل الدول الأعضاء.