أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو، الخميس الفارط، المدعو "ل. ياسين"، الموقوف بتهمة تشجيع أعمال إرهابية مسلحة والمشاركة في محاولة خطف شخص وطلب فدية، بعقوبة عامين حبسا نافذا، فيما حكم على شقيقه "ل. حسين"، الموجود في حالة، فرار بالمؤبد، بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب في أوساط السكان ومحاولة خطف شخص من أجل الحصول على فدية. بينما استفاد المدعو "م. م" من حكم البراءة. تعود وقائع الحادثة، حسب ما جاء في قرار الإحالة، إلى 24 سبتمبر2007 ، عندما فتحت مصالح الشرطة القضائية بالبليدة تحقيقا مع المدعو "ل. ياسين" الذي ألقي عليه القبض من قبل مصالح الدرك بتيزي وزو، ليعترف خلاله بتقديمه العون والمساعدة للجماعات الإرهابية المسلحة، وخاصة تلك المتمركزة بجبال بلدية أغريب بتيزي وزو، والتي ينشط لصالحها شقيقه الإرهابي المسمى حسين منذ بداية جويلية 2007 ، الذي تلقى منه مكالمة على هاتفه النقال، أخبره فيها بأنه يتواجد بمعية جماعته الإرهابية بالمنطقة المذكورة، وطلب منه أن يشتري له حذاء رياضيا وسروالا وقميصا، فتوجه مع المسمى "م. أحمد" على متن سيارة والده من نوع "إسكورت"، إلى ولاية تيزي وزو، واقتنى له ما طلبه منه بمبلغ 2400 دج، ثم توجها إلى حيث الموعد ببلدية أغريب فوجده في انتظاره و سلمه الأغراض. وبعد أسبوع اتصل به شقيقه الإرهابي حسين مجددا، على العاشرة صباحا، وطلب منه أن يشتري له 2 كلغ من الطماطم، و2 كلغ أخرى جبن وكاشير و2 بطاقتي "موبيليس" من فئة 200 دج؛ فتوجه مباشرة مع المسمى "م. أحمد" على متن سيارة والده المذكورة أعلاه إلى بلدية فريحة وقام بشراء ما طلبته هذه الجماعة الإرهابية المسلحة، وتوجه إلى مكان الموعد حيث وجد شقيقه الإرهابي في انتظاره حاملا كلاشينكوف، فأعطاه مقتنياته وتسلم منه مبلغا ماليا. وعاود الأخ الشقيق الاتصال به للمرة الثالثة بتاريخ 25 أوت2007 وطالب منه أن يشتري له 10 علب من السردين و5 بطاقات تعبئة من فئة 200 دج وقارورة غاز بوتان، فاتصل بالمسمى "م. أحمد" وتوجها إلى المكان الذي اعتادا اللقاء فيه، حيث وجدا إرهابيين آخرين يحملان رشاشين من نوع كلاشينكوف، وسلمها المقتنيات، وجرت بينهم محادثات لعدة ساعات. ويضيف قرار الإحالة أنه بعد أسبوع عاود شقيقه الاتصال به رفقة شخصين آخرين مسلحين كانوا يسألونه عن شخص يسمى طوال، وهو مقاول يقطن بفريحة، و طلبوا منه ترصد تحركاته ليساعدهم في عملية اختطافه لمقايضته مقابل فدية، فوافقهم على ذلك، لتباشر الجماعة بعد ذلك رحلة بحث أمام محطة نقل المسافرين، وكان يبحث عن شخص يرتدي لباسا أسود ويحمل حقيبة ظهر سوداء، وهذا لكي يعطيه ويسلمه مبلغ 1000 دج فقام بذلك. وكان المتهم "ل. ياسين" قد اعترف أنه تعامل مع الجماعات الإرهابية بمحض إرادته، ولم تكن له نية تبليغ السلطات الأمنية والقضائية، واعترف بالتهمة المنسوبة إليه. وعليه التمس وكيل الجمهورية لدى محكمة تيزي وزو، بتاريخ 3 أكتوبر2007 ، من قاضي التحقيق بالغرفة الثانية، فتح تحقيق قضائي واتخاذ الإجراءات القانونية ضد "ل. حسين" بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على بث الرعب في أوساط السكان مع حمل أسلحة ممنوعة بدون ترخيص وجناية محاولة خطف شخص بدافع طلب فدية، طبقا للمواد 87 مكرر و87 مكرر 1 و87 مكرر7 و293 مكرر من قانون العقوبات، مع التماس إصدار أمر بإيداع ضد المتهم "ل. ياسين"، وأمر بالقبض ثم الإيداع ضد المتهمين "م. أحمد" و "ل. حسين". وكان المتهم ياسين قد أنكر ما نسب إليه من تهم، و قال إن التصريحات التي أدلى بها أمام مصالح الأمن كانت بسبب الخوف، وأنكر المتهم أنه يقطن بقرية طرافي بسيدي نعمان مع عائلته، ومنهم أخوه حسين الذي غادر المسكن العائلي منذ نهاية جوان من السنة الجارية 2008 ، وكان يتصل به هاتفيا ويسأله عن أحوال العائلة. نفس التصريحات أدلى بها "م. مرزوق" عند سماعه في الحضور الأول، مؤكدا أنه كان يتنقل معه على متن سيارة والده إلى عدة أماكن، من بينها مدينة تيزي وزو، ذراع بن خدة وأزفون، مضيفا أنه لا يعرف مقاولا باسم طوال، وليست له علاقة بقضية محاولة خطفه. وكانت النيابة العامة قد التمست في حق المدعو "ل. ياسين" الموقوف السجن المؤبد لكل من "م. مرزاق" و"ل. حسين"، و بعد المداولة القانونية خفف الحكم إلى سنتين حبسا نافذا بتهمة تشجيع أعمال إرهابية مسلحة والمشاركة في محاولة خطف شخص بدافع تسديد فدية ضد المدعو "م. مرزاق" الذي تمت تبرئته. فيما قضت بعقوبة الإعدام ضد المتهم الفار "ل. حسين".