أدانت الجزائر بشدة الاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية التي استهدفت عدة مواقع في قطاع غزة وأسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء. وقالت وزارة الخارجية، في بيان أصدرته أمس، إن الجزائر إذ "تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي الشنيع، فإنها تهيب بالمجتمع الدولي العمل على سرعة وقف الاعتداءات وفرض الحماية الضرورية للشعب الفلسطيني الأعزل ورفع الحصار الجائر المفروض عليه". ودعت وزارة الخارجية إلى "وقفة عربية ودولية تضامنية مع الشعب الفلسطيني لدرء الاعتداءات المتكررة ضده"، مجددة في نفس الوقت "تضامن الجزائر المطلق" مع الشعب الفلسطيني الأعزل في هذه الظروف المأساوية، مؤكدة "استعداد الجزائر التام لتقديم كل الدعم الممكن للتخفيف من معاناته وآلامه". وأوضح البيان أن "الجزائر تتابع بكل ألم وحسرة تطورات الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة جراء الاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية من خلال غارات جوية على العديد من المواقع في قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، وذلك في الوقت الذي يتأهب العالمان الإسلامي والمسيحي للاحتفال بحلول السنة الهجرية والسنة الميلادية الجديدتين". من جهتها، تحركت الأحزاب وقوى المجتمع المدني، رافضة العدوان الإسرائيلي على غزة المعزولة عن العالم الخارجي، حيث دعت حركة الإصلاح الوطني السلطة والأحزاب والجمعيات إلى التحرك لمساندة الشعب الفلسطيني بعد تعرضه، أمس، إلى إبادة جماعية بقصف الطيران الإسرائيلي قطاع غزة وخلفت الحصيلة الأولية استشهاد 155 فلسطينيا. وأكدت الحركة، في بيان صدر عن المكتب الوطني، على ضرورة أن تتخذ السلطة الإجراءات الكفيلة لحماية الشعب الفلسطيني من الإبادة الوحشية والتحرك الفاعل عربيا ودوليا للدفاع عنهم. كما دعت الأحزاب والجمعيات إلى تنظيم وقفات تنديدية بما يعانيه الفلسطينيون في قطاع غزة بعد الحصار. وذكرت الحركة أن استباحة دم الفلسطينيين جاء بتواطؤ عربي ومصري مفضوح وأمام مرأى المجتمع الدولي. وفي السياق، أكدت للفصائل الفلسطينية على ضرورة الرد الموجع على مجازر أمس، فيما دعت الأنظمة العربية إلى دعم الفلسطينيين بالأغذية والأسلحة لمساعدتهم على مواجهة الصهاينة. وانتقد حزب جبهة التحرير الوطني من جهته، كل من تسبب في تسهيل تعريض مواطني غزة إلى المجزرة والإعدام الجماعي من خلال التواطؤ بالدعم أو الصمت والتطبيع مع إسرائيل. وهو نفس ما ذهبت إليه حركة النهضة من أن الكيان الصهيوني ارتكب المجزرة بعد حصار طويل دعمه الصمت العربي. وفي ذات السياق دعت الحركة في بيان لها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والدول التي تقاطع إسرائيل إلى القيام بواجبها الديني والقومي لنصرة الفلسطينيين. فيما دعا الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين إلى نبذ الخلاف والوقوف كرجل واحد في وجه العدو، مستنكرا في بيان صدر عن الأمانة الوطنية المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في حق الفلسطينيين. ووصفت من جهتها، الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، الاعتداء الإسرائيلي بالجريمة، والاعتداء الوحشي والأعمى، يستهدف السكان المدنيين العزل والمحاصرين، وأعلنت تنديدها القوي بهذا الاعتداء الجديد ضد الإنسانية، الخارق لكل النصوص الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وذلك في ظل التمييز الصارخ والكيل بمكيالين. ودعت الرابطة المجموعة الدولية للتنديد بالجريمة لإنقاذ الشعب الفلسطيني من إرادة واضحة تريد معاقبة اختيار المقاومة. وأكدت الفصائل الفلسطينية الموجودة بالجزائر على ضرورة الوحدة لمواجهة العدوان، والشروع الفوري في تشكيل جبهة المقاومة الموحدة وبمرجعية سياسية واحدة لإفشال أهداف العدو، كما أكدت سفارة فلسطينبالجزائر على ضرورة الاستفادة من درس أمس، وتكريس الوحدة الوطنية وحشد كل الإمكانيات لمواجهة إسرائيل. وطالبت في بيان لها العرب والمسلمين بتوفير الدعم اللازم لتمكين الفلسطينيين من الصمود أمام ضربات الكيان الصهيوني. وكان باسم نعيم، وزير الصحة في حكومة "حماس" المقالة، قد أعلن عن استشهاد 155 فلسطيني على الأقل وإصابة أكثر من 200 جريح في سلسلة الغارات الجوية التي شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة أمس، من الجو والبر والبحر.