صورة للرئيسين بوتفليقة وعباس أبانت الجزائر منذ بدء الاعتداءات على قطاع غزة عبر كامل قنواتها الرسمية إدانة شديدة مرفوقة بدعوة المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف الإعتداءات، فمن رئاسة الجمهورية إلى الوزارة الأولى وصولا لوزارة الخارجية كلها أظهرت موقفا مشرفا، كما عهدته دائما وإن يبقى عند حدود "دون التأثير" فالجزائر التي أدانت "بشدة "المحرقة الإسرائيلية كانت سباقة لإيفاد المساعدات التي وجدت في الحدود المصرية حاجزا لها، كما أعلنت دعما غير مشروط لأي مبادرة من شأنها وقف عدوان الكيان الصهيوني. * موقف الجزائر الرسمي دشنته وزارة الخارجية ببيان إدانة للاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة وأسفرت عن سقوط مئات من القتلى والجرحى من الأبرياء، وجاء في بيان وزارة الخارجية أن الجزائر تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي الشنيع وتهيب بالمجتمع الدولي العمل على سرعة وقف الاعتداءات وفرض الحماية الضرورية للشعب الفلسطيني الأعزل ورفع الحصار الجائر المفروض عليه. ودعت وزارة الخارجية إلى "وقفة عربية ودولية تضامنية مع الشعب الفلسطيني لدرء الاعتداءات المتكررة ضده مجددة "تضامن الجزائر المطلق" مع الشعب الفلسطيني الأعزل في هذه الظروف المأساوية، مؤكدة "استعداد الجزائر التام لتقديم كل الدعم الممكن للتخفيف من معاناته وآلامه". كما تطرقت الخارجية إلى ألم وحسرة الجزائريين وهم يتابعون تطورات الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة جراء الاعتداءات الإجرامية الإسرائيلية في غارات جوية واجتياح بري على قطاع غزة، في وقت كان يتأهب فيه العالمان الإسلامي والمسيحي للاحتفال بحلول السنة الهجرية والسنة الميلادية. * موقف الجزائر تعدى الإدانة والدعم المعنوي إلى الدعم المادي، وذلك عندما قرر رئيس الجمهورية فتح خط جوي بين الجزائر والعريش لتوفير كل ما يحتاجه الفلسطينيون بغض النظر عن اصطدام هذه الإعانات بعامل المعابر المغلقة، كما أن الجزائر كانت حاضرة في اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في طرابلس، كما لم تتخلف في انتقاد المواقف المخزية لعدد من الدول، كما فعلت مع موقف الرئاسة التشيكية للإتحاد الأوروبي من الهجمة الإسرائيلية ضد غزة، واصفة إياه بأنه يساوي "بين الضحية والجلاد"، وقال بيان للخارجية الجزائرية "إن الجزائر تسجل باستياء الموقف الذي عبّر عنه الناطق الرسمي التشيكي وتأسف لهذا الانزلاق الذي ينم عن فكر سياسي مغرض يغذيه أولئك الذين لا يميزون بين المستعمِر والمستعمَر، والمعتدي والمعتدى عليه، والجلاد وضحاياه الأبرياء، معتقدين أنهم في منأى عن حكم التاريخ القاسي". * الجزائر وعلى مر الزمن بقي موقفها واحدا من القضية الفلسطينية ولم تبدل تبديلا، فموقفه المتجدد من القضية الفلسطينية، يأتي في سياق من مواقفها التاريخية السابقة، من بينها تأكيدات الرئيس بوتفليقة، في عدة مناسبات ، أن إسرائيل تحترف "قتل وتجويع وحصار" الشعب الفلسطيني وممارسة "إرهاب الدولة". كما أنها لم تنس يوما القضية، فبوتفليقة قال في كلمة وجهها للمشاركين في المؤتمر الرابع للمجالس الوطنية العربية لحقوق الإنسان، إن "الأمن الجماعي العربي مرهون بالتوصل إلى حل سلمي وعادل لمأساة الشعب الفلسطيني واستعادة حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة والانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 67. * وفي سياق الضغط لوقف العدوان على غزة، سعت الجزائر إلى استدعاء سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي المعتمدين قصد إبلاغهم موقف الجزائر الرافض بشدة للعدوان الإسرائيلي، وكذا محاولتها تجنيد الرأي العام الدولي من أجل وقف العدوان تحسبا لاجتماع مجلس الأمن بنيويورك، كما يحسب للجزائر الواقعة جغرافيا بعيدا عن موقع النزاع أنها أعلنت مساندة غير مشروطة للمبادرة التي أطلقها الوزير التركي رجب طيب أردوغان بالتنسيق مع دولة قطر، وقد شبهت الجزائر الرسمية ما يحدث في غزة بالمحرقة والهولوكست بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كما أن بوتفليقة والوزير الأول ووزير الخارجية أكدوا في عديد من المرات أن الجزائر لن تتخلف عن دعم القضية الفلسطينية وأي مبادرة من شأنها توقيف العدوان.