ما يحدث حاليا من مجازر في غزة لن يكون الأول أو الأخير من نوعه ، فمعروف أن الإرهاب ارتبط بنشأة الكيان الصهيوني بل وكان مبررا من وجهة نظر الرعيل الأول من مؤسسي إسرائيل ، ولذا فإنهم عادة ما يتفاخرون بمثل تلك المجازر ، فعندما تأسس الكيان الصهيوني ، دعا حاييم وايزمان أول رئيس إسرائيلي إلى العنف والإرهاب ثم زاد عليه ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء برسم سياسة لهذا الإرهاب. مؤكداً أن إسرائيل لا تستطيع العيش إلا بقوة السلاح...غزة كانت هذه المرة هي الضحية الجلاد الكيان الصهيوني الغاشم ، ..فبعد تصعيد وتكثيف الحصار الظالم على قطاع غزة، وقطع المواد التموينية والأدوية والاسعافات اللازمة، ومع اقتراب الانتخابات الاسرائيلية حيث يتنافس قادة اسرائيل على سفك الدم الفلسطيني، في ضوء هذه الصورة شنت اسرائيل عدوانا بربريا على قطاع غزة، ففي صباح السبت الماضي انطلقت الغربان الاسرائيلية تقصف مدن ومؤسسات القطاع بالصواريخ والقنابل التدميرية، فسقط مئات الشهداء والجرحى اطفالا ونساء ومقاومين، في عدوان همجي مستمر يحصد أرواح الأبرياء والمدافعين عن قضية شعب عادلة.، ...اسرائيل بدات عدوانها بقصف جوي عنيف وكثيف وعشوائي، وهي تستعد لعدوان بري وبحري على القطاع،...مما يعني المزيد من قوافل الشهداء والجرحى .. يقول الخبراء ان هجوم اسرائيل على غزة والخسائر غير المسبوقة في ارواح الفلسطينيين وبنيتهم التحتية يهدف الى اجبار حركة حماس على هدنة بشروط مواتية اكثر للاهداف الدبلوماسية للدولة العبرية على المدى الطويل، وشبه مسؤولون اسرائيلون الهجوم الجوي الذي بدأ على كل قطاع غزة بالاستراتيجية الافتتاحية لحرب لبنان في عام 2006 حيث ادى كمين نصبه مقاتلو حزب الله الى حملة قصف مذهلة ومدمرة، وقال ييجال بالمور وهو متحدث باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية: هناك تشابهات محددة لما نراه الآن وتنفيذ الحرب في لبنان، وقال اوفيد حزقيل أمين مجلس الوزراء الاسرائيلي لراديو اسرائيل: لن نسمح بعودة للسنوات السبع الماضية..السنوات العجاف. وحتى الآن يبدو ان هجوم غزة خال الى حد كبير من الانتكاسات التكتيكية التي لاحقت اسرائيل اثناء حرب لبنان. محرقة في غزة ..والحوار الفلسطيني يحترق معها افادت حصيلة جديدة ان الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة اسفر حتى الان عن سقوط أزيد من400 قتيل و2000 جريحا سقطوا جميعهم ضحايا الغارات الجوية الاسرائيلية. ويقول الخبراء انه لا مجال للشك بأن العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة سيلقي بظلاله على الوضع الداخلي الفلسطيني، الذي يطرح بدوره التساؤلات مجددا حول مستقبل العلاقة بين حركتي فتح وحماس، وحول احتمالات عودة الحوار بين الطرفين مجددا، فضلا عن طبيعة الخيارات المطروحة أمام حركة حماس، خاصة فيما يتعلق بالداخل الفلسطيني، وقد استبعد عدد من المحللين إمكانية عودة الحوار بين حركتي فتح وحماس في المدى المنظور، ورأوا أن العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة، وأيا تكن نتائجه في المحصلة الأخيرة، لن ينعكس إيجابا على العلاقة التصادمية السائدة بين الحركتين منذ الانتخابات التشريعية للسلطة الوطنية الفلسطينية في عام .2006 ويسود انطباع لدى غالبية المراقبين أن كلا من الحركتين ستظل ثابتة على مواقفها السابقة، فحركة حماس تراهن على الصمود في وجه العدوان الإسرائيلي أطول وقت ممكن، وتنتظر ما يحدث من حراك فلسطيني مماثل في الضفة الغربية، سواء على المستوى الشعبي أو داخل صفوف داخل حركة فتح، كما أنها ولو خرجت بهزيمة حربية، فإن ذلك لن يؤثر على صدقيتها بين الجمهور الفلسطيني ولن يؤثر على وضعها الأمني والسياسي داخل قطاع غزة الذي تتحكم به منذ جوان .2007 وبالنسبة لحركة فتح، استبعد المراقبون أيضا إمكانية عودة الحركة بالقوة إلى قطاع غزة، فلا الحركة ستقبل بذلك، ولا قوة حماس للمواجهة الداخلية قد وهنت. ولئن توقع البعض أن تسعى أطراف عربية إلى الضغط على حركة حماس، ولصالح حركة فتح، في حال الدعوة للحوار مجددا، فإن هذه الدعوات سيكون مآلها الفشل في إتمام المصالحة ما لم تؤخذ خطوات جدية على صعيد إنهاء حصار غزة وبشكل دائم. وتباينت الآراء حول مستقبل الوضع الفلسطيني الداخلي، إذ يعتقد البعض أن هذه الحرب ستزيد حدة الانقسام القائم واقعيا بين الضفة والقطاع، لكن يعتقد آخرون أن المنطق وصيرورة الأحداث يدفعان باتجاه تحقيق المصالحة بين فتح وحماس، وإن كان ذلك لن يحدث بمجرد نهاية العدوان الإسرائيلي الراهن ضد قطاع غزة، في حين يرى فريق آخر أن المقدمة الحقيقية للمصالحة تبدأ من إطلاق مقاومة متعددة الوسائل تشمل كافة القوى الفلسطينية في كل من الضفة والقطاع، تتضمن حملة ضد الاستيطان والحواجز وفك الحصار، وتلك بدايات أولى تسهم في تعزيز التماسك الداخل. الإعلام الإسرائيلي.. الشريك الخفي لعدوان غزة المتابع للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وحتى قبل أيام قليلة لبدئه الفعلي على الأرض، يندهش من تلك المهارة التي تميز بها إعلام الاحتلال في تضليل ما يخفيه المستوى العسكري والأمني والسياسي الإسرائيلي للقطاع، وهي نفس الملامح التي نستنتجها في كل حرب يخوضها الاحتلال. فالحرب الإعلامية كانت وما زالت هي وسيلة من أهم الوسائل المصاحبة لأزيز الرصاص وهدير القذائف.. فأهمية الإعلام في تهيئة أجواء الحرب والتفنن في إدارتها باتت أكثر سمات الفضاء المفتوح، ما لا يمكن أن ننكره جميعا خلال الأيام الماضية لهذا العدوان أن الأدوات الإعلامية الإسرائيلية كانت تخوض غمار المعركة العسكرية عبر صفحاتها قبل أن تدك عجلات الدبابات الإسرائيلية أرض القطاع، وصواريخ طائراتها تحول الجثث إلى أشلاء. ومن غير المبالغة في القول، فإن قدرة الإعلاميين الإسرائيليين على قلب الحقائق وتسويق الأوهام على أنها مسلمات بطريقة فائقة تجعل الشخص غير الملم بحقيقة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية ينحاز إلى الرؤية ووجهة النظر الإسرائيلية، وبالتالي يقع في الشرك الذي رسمه القائم بالاتصال، وقد تمكن الإعلام الإسرائيلي من قيادة حملة تحريض واسعة قبل البدء فعلا بالعدوان على القطاع، وكرس كل قواه للتحريض من خلال ما كتبه عن عجز حكومة إيهود أولمرت ومطالبة وزير الحرب إيهود باراك بأحد خيارين: إما الهجوم على غزة أو الاستقالة، ففي أحد أعدادها حَملت صحيفة ''معاريف'' الإسرائيلية عنوانا عريضا ملفتا على صفحتها الأولى يقول: ''وزراء ضد باراك.. رد على غزة''، وعنوان آخر: ''خائفون من حماس''، وهو ما يمكن أن يشكل نوعا من الاستفزاز، في المقابل، نشرت صحيفة ''هاآرتس'' (التي يعدها كثيرون ذات موضوعية كبيرة) موضوعا آخر يحمل عنوانا يقول: ''في غزة مستعدون للحرب''، وهو ما يصور للجمهور الإسرائيلي أن غزة دولة قوية تستعد للحرب بامتلاكها أسلحة قادرة، ويجب محاربتها. حتى على صعيد رسوم الكاريكاتير كان هناك نوع من التوجيه الاستهزائي لقدرات الجيش، فقد حملت بعض هذه الرسوم صورة لمقاومين من حماس يطلقون صواريخ على إسرائيل، ويقول أحد المطلقين لزميله الآخر: ''ألا تعتبر أنها مهينة بأن لا يرد علينا الجيش الإسرائيلي؟''. ولم يكتف الإعلام بقض مضاجع السياسيين، بل تسلل إلى قلوب وعقول الجماهير، ممارسا نوعا من الإرهاب عليه من خلال تصويره كضحية، فالعنوان الرئيسي الذي حملته صحيفة ''الأسبوع'' الإسرائيلية قبل بدء العدوان على القطاع يقول: ''واحد من كل ثمانية إسرائيليين تحت مدى الصواريخ''، وإلى جانب هذا الخبر خرائط تبين مدى الصواريخ التي قد تنطلق من القطاع باتجاه إسرائيل.، ومما يمكن قوله أيضا إن إعلام الاحتلال يعيش حالة من التجنيد الذاتي ''للمصالح'' الخاصة بالكيان الإسرائيلي، فهناك دافع ذاتي داخل المؤسسات الإعلامية الإسرائيلية يجعل من كل فرد فيها يمارس دوره ''الوطني'' دون أن يكون هناك من يجبره على ذلك. غزة و تراجع دور محور الممانعة تحت وطأة القذائف الإجرامية على قطاع غزة كان تركيز الاحتجاجات والتنديد والمطالب الشعبية كبيرا على مصر بالذات ومن خلالها على ما يسمى ''محور المعتدلين'' في الساحة العربية، أو ما سمي لفترة من الزمن على الأقل الرباعية العربية التي تضم إلى جانب مصر كلا من السعودية والأردن والإمارات، وبلغ هذا التركيز درجة أزعجت المسؤولين في مصر تخصيصا؛ فاعتبروا الاحتجاجات موجهة إلى ''العنوان الخاطئ''، وليس هذا صحيحا، . ولكن مطالبة الدولة الأكبر عربيا بسياسات أخرى غيب السؤال عما يسمى محور المقاومة والممانعة، وعما صنعته أو تصنعه الأطراف المعنية فيه، وقد أصبح أضعفها تسلحا معرضا مع الشعب الذي يحتضنه إلى ''حرب جوية'' لا يملك أي معدات دفاعية للتخفيف من شدتها وآثارها التدميرية. فمنذ الحرب الإسرائيلية العدوانية الخاسرة ضد لبنان انتشرت التوقعات أن الساسة والقادة العسكريين الإسرائيليين سيعملون على ترميم ما لحق بهم من ''عار'' الهزيمة تجاه المقاومة، وما سببته من خلل في ميزان القوى العتيق تحت عنوان: ''تفوق عسكري إسرائيلي''، بمغامرة عسكرية تدميرية أخرى، بعد إعداد سياسي وعسكري جديد لها، وظهرت في هذه الأثناء عوامل عديدة كانت تؤكد أن العدوان العسكري الإسرائيلي وشيك، وأن قطاع غزة بالذات سيكون المستهدف به، ومن هذه العوامل: - ما لحق بالولايات المتحدةالأمريكية عسكريا وسياسيا ثم ماليا واقتصاديا وأدى إلى استبعاد القيام قبل رحيل بوش الابن بعمل عسكري أمريكي أو إسرائيلي مدعوم أمريكيا ضد إيران، الحلقة الأكبر فيما يسمى محور الممانعة والمقاومة. - تطور أوضاع المصالحة في لبنان بوساطة قطرية، واستبعاد تكرار المغامرة العسكرية ضد لبنان بحجة ضرب المقاومة ومنظمة حزب الله تحديدا، في الوقت الحاضر على الأقل، لاسيما مع التخوف من عدم اقتصار صدام عسكري جديد على الأرض اللبنانية مرة أخرى. - تطور العلاقات السورية - اللبنانية، وبالتالي السورية - الأوروبية بدعم فرنسي، واستبعاد القيام بعمل عسكري إسرائيلي كبير - كان مرجحا - ضد سوريا، والشروع بدلا من ذلك في مفاوضات ثنائية عبثية غير مباشرة بوساطة تركية. ومع ظهور حتمية سقوط الحكومة الإسرائيلية المسئولة عن الهزيمة في لبنان وبقاء رئيسها في السلطة تحت طائلة المحاسبة القضائية على الفساد بعد رحيله عنها، ومع تقديم موعد انتخابات إسرائيلية وحاجة أقطابها كالمعتاد إلى الصراع على المسئولية عن إهراق ''دماء الضحايا'' لرفع نسب ''تأييد الناخبين''، بات موعد القيام بعمل عسكري قابلا للتقدير أيضا من جانب كادر الخبراء السياسيين و''الإستراتيجيين''، الذين لم تغب وجوههم عن الشاشة الصغيرة إلا نادرا، كلما اقتضت الحاجة إلى الدفاع عن هذا الموقف أو ذاك، من مواقف المسئولين في السلطة، في سوريا وإيران تحديدا. الجزائر تجدد موقفها '' الأزلي''.. الدعم الكامل للقضية الفلسطينة تعدالعلاقة بين الجزائر والقضية الفلسطينية تعد من أكثر العلاقات ارتباطا ، وصدقا ، ولأدل على ذلك التزام الجزائر المادي نحو الاخوة في فلسطين حتى في عز أيام سنوات الدم والجمر التي مرت بالجزائر في التسعينات ، وظلت وفية لشعارها المعروف '' مع فلسطين ظالمة او مظلومة ..'' وأكدت الجزائر في كل مرة انها تعي أنّ القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة الاسلامية وأنها أم القضايا، وأنه لا حل لمشاكل الأمة الاسلامية والأمة العربية إلاّ بحل القضية الفلسطينية، ولا يمكن الخروج من التخلف الا بحل القضية الفلسطينية،. وفي اولى ردود الفعل الجزائرية على العدوان الهمجي على قطاع غزة ، أدانت الجزائر ''بشدة'' الإعتداءات الإجرامية الإسرائيلية التي استهدفت عدة مواقع في قطاع غزة واسفرت عن سقوط العشرات من القتلى والجرحي من المواطنين الأبرياء الفلسطينيين. وقالت وزارة الخارجية أن الجزائر ''تدين وتستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي الشنيع. فإنها تهيب المجتمع الدولي العمل على سرعة وقف الإعتداءات وفرض الحماية الضرورية للشعب الفلسطيني الأعزل ورفع الحصار الجائر المفروض عليه، ودعت وزارة الخارجية في بيانها إلى ''وقفة عربية ودولية تضامنية مع الشعب الفلسطيني لدرء الإعتداءات المتكررة ضده'' مجددة في نفس الوقت ''تضامن الجزائر المطلق'' مع الشعب الفلسطيني الأعزل في هذه الظروف المأساوية مؤكدة ''استعداد الجزائر التام لتقديم كل الدعم الممكن للتخفيف من معاناته وآلامه''. وذكر البيان أن ''الجزائر تتابع بكل ألم وحسرة تطورات الأوضاع الخطيرة في قطاع غزة جراء الإعتداءات الإجرامية الإسرائيلية من خلال غارات جوية على العديد من المواقع في قطاع غزة مما أسفر عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من المواطنين الفلسطينيين الأبرياء وذلك في الوقت الذي يتأهب العالمين الإسلامي والمسيحي للاحتفال بحلول السنة الهجرية والسنة الميلادية الجديدتين''. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد جدد موقف الجزائر الثابت ودعمها الكامل والمطلق للشعب الفلسطيني المناضل من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وحيا الرئيس بوتفليقة في رسالة بمناسبة الذكرى ال 20 لاعلان قيام دولة فلسطين في الجزائر الشجاعة التي تحلى بها الشعب الفلسطيني في مواجهة الصعاب والمحن وتشبثه بالدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة والثابتة. وأضاف الرئيس بوتفليقة أن ''صمود الشعب الفلسطيني المتواصل في مواجهة عمليات القتل والترهيب الاسرائيلية في ارض فلسطين سيتوج لا محالة بالنصر المبين في ظل الوفاق الوطني بين جميع الفلسطينيين''. كما أعلن الوزير التضامن والأسرة جمال ولد عباس أن الجزائر سترسل مساعدة طبية لفلسطينيي قطاع غزة الذين يتعرضون منذ ستة أيام لغارات جوية إسرائيلية دامية، وقال الوزير إن هذه المساعدة الانسانية سترسل بطائرة شحن إلى اشقائنا في قطاع غزة حيث تتواصل الغارات الإسرائيلية لليوم السادس على التوالي، وتتمثل المساعدة بالخصوص في عشرة آلاف كيس لمصل الدم و20 الف حقنة وأدوية بينها مضادات حيوية ومحطة لتصفية المياه، بحسب ولد عباس. وأضاف أن فريقا طبيا سيرافق شحنة المساعدة، وكانت الجزائر قد أرسلت الاثنين الماضي إلى قطاع غزة 61 طنا من المساعدات الانسانية.