فيلم "الأمير عبد القادر"، مشروع معطّل منذ ثلاث سنوات، أي منذ إعلان وزيرة الثقافة على تبني وزارتها لهذا المشروع الضخم، الذي لم تتّضح معالمه بعد، رغم أن تصريحات وزارية سابقة، قالت إن تشغيل كاميرات تصوير الفيلم سيكون ابتداء من شهر سبتمبر الماضي، وشهر سبتمبر مرّ ومرة بعده ثلاثة أشهر أخر، ولم تظهر أي عدسة كاميرا في الأفق، رغم أن المشروع استقرّت كتابته، قبل أكثر من سنة، في يد الباحث التاريخي والروائي الجزائري بوعلام بسّايح، الذي سبق وأن حقق نصه الذي كتبه عن أحد رموز المقاومة الجزائرية "الشيخ بوعمامة" نجاحا جماهيريا كبيرا، وهو العمل الذي جسّد ملامح البطولة فيه باقتدار، الفنّان الجزائري عثمان عريوات.. وقبل الحديث عن مُشخّص "الأمير" في فيلمه المنتظر، لا يزال مشكل التمويل يشكّل حجر العثرة في طريق وصول "الأمير عبد القادر" إلى قاعات السينما الجزائريّة والعالميّة؛ خاصّة بعد أن كشفت وزيرة الثقافة خليدة تومي مؤخرا، على إثر سؤال نائب بالمجلس الشعبي الوطني، أن الكلفة الأولية لمشروع فيلم "الأمير عبد القادر" لن تقل عن خمسة ملايير دينار حسب العروض المقدمة، كما أشارت تومي إلى وجود إشكالية قانونية تعترض الفيلم، في سياق الإشكاليات المتصلة بقانون الصفقات العمومية التي كثيرا ما اعترضت المشاريع الثقافية على حد قولها، حيث أوضحت أن المعايير التي حددها قانون الصفقات العمومية لاختيار المتعاملين لا تنطبق على العمل الإبداعي، مشيرة إلى احتمال طلب ترخيص لإبرام صفقة بالتراضي؛ خاصة وأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة شخصيا، مهتم بفيلم الأمير، الذي لا يقبل الخطأ والذي لا بدّ أن يكون على قدر سمعة ومكانة وتاريخ مؤسس الدولة الجزائرية . بين هذا وذاك، ومنذ الإعلان عن بدء مشروع "الأمير"، أثارت وتثير ترشيحات البطولة السينمائية للفيلم، الكثير من التأويلات، حيث تسرّبت معلومات تشير إلى دخول اسم سوريّ في دائرة الترشيحات، ويتعلّق الأمر بالممثّل الشاب "تيم حسن"، مجسّد شخصيّة الملك فاروق في المسلسل المصري وشخصيّة نزار قباني في المسلسل السوري. ويعدّ تيم، من بين الوجوه الشابّة السورية التي ثبّتت قدمها على طريق الشهرة في كامل الوطن العربي؛ خاصة بعد الضجّة الإعلاميّة التي رافقت تجسيده لشخصيّة الملك فاروق التي انتزع أوراقها من بين أيدي أهمّ الممثّلين المصريين، مما دفع بنقابة الفنّانين المصريين وقتها، إلى إصدار قرار يقضي بمنع الفنّانين غير المصريين من العمل في أكثر من عمل سينمائي واحد. ويبدو أن الفنّان الشاب تيم حسن، لم يكتف بخطف أوراق البطولة من بين أيدي الممثّلين المصرين، حيث من المحتمل أن يكون أميرا متوجا على آخر وأضخم أفلام السينما الجزائريّة حسب تأويلات المتابعين للمشروع . في الوقت الذي استشعر فيه المراقبون، تغييبا تاما لاسم الفنّان السوري الكبير أسعد فضّة الذي كشف قبل سنة على هامش الطبعة العربية لمهرجان المسرح المحترف، التي نظمت تزامنا مع تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007، عن دخوله في مفاوضات جادّة، بينه وبين وزارة الثقافة الجزائرية بشأن تجسيده لدور"الأمير"، وسط تساؤل البعض عن تغييب ذكر أسماء جزائريّة لتجسيد دور البطولة في الفيلم، في حين اعتبرت جهات أخرى فتح نافذة الفيلم على العالميّة ضرورة حتميّة من خلال الاتصّال بشركات إنتاج ووجوه فنيّة عالميّة واحترافيّة ترقى إلى سمعة الأمير عبد القادر، على غرار ما قدّمه المخرج السوري الراحل مصطفى العقّاد في فيلمين كبيرين جسّد دور البطولة فيهما الفنّان العالمي أنطوني كوين، ويتعلّق الأمر بفيلم "الرسالة" وفيلم "أسد الصحراء"، في الوقت الذي نفى فيه الخبير الدولي الجزائري المعروف في عالم السينما أحمد بجاوي، صحّة المعلومات التي تسرّبت حول ترشيح الفنّان الأمريكي ليوناردو ديكابريو لتشخيص دور "الأمير"، في الفيلم السينمائي المرتقب، مثلما نفى تكليفه الرسمي، من طرف الوزارة - كما تردّد في بعض الصحف - بإجراء الاتصالات مع أكبر المخرجين السينمائيين العالميين لاختيار شركة الإنجاز والشروع في عملية التصوير.