لا تزال أهم المشاريع السينمائية - ذات الميزانيات الضخمة المفترضة - التي أُعلن عن بدأ إنجازها قبل سنوات، معلقة، رغم حركية الإنتاجات السينمائية التي عرفتها الجزائر في السنوات الأخيرة، ولعل أبرز هذه المشاريع التي احتلت أخبارها صفحات الجرائد لسنوات من دون أن تشغّل فيها كاميرا، هي فيلم ”الأمير عبد القادر” وفيلم ”زبانة” وفيلم ”الأندلسي”.. نقلت الصحافة الجزائرية وحتى العربية، في السنوات الأخيرة أخبارا وتفاصيل كثيرة عمّا وصفتها بالأفلام الضخمة، التي خصصت لها ميزانيات محترمة، بعد الاهتمام الذي عادت الدولة لتوليه للصناعة السينمائية الجزائرية، خصوصا في سنوات التظاهرات الثقافية الكبرى (تظاهرة سنة الجزائر في فرنسا2003، تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية2007، واقتراب تظاهرة تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية2011)، لكن اللافت في الأمر أن ملامح دخول تلك الأفلام إلى قاعات السينما، تبقى غير واضحة إلى غاية كتابة هذه السطور، خصوصا ما تعلق بفيلم ”زبانة” الذي كان ولا يزال ”من المفترض” أن يشرف على إخراجه السعيد ولد خليفة وتنتجه شركة ”لايس فيلم” عن نص للكاتب عز الدين ميهوبي، رغم دخول المخرج لمين مرباح في خط التصريحات المعلنة عن مشروع فيلم آخر حول نفس الشخصية التاريخية ”أحمد زبانة”، لكن لا مشروع ولد خليفة ولا مشروع مرباح، ظهر لهما خبر. فيلم الأندلسي للمخرج محمد شويخ، هو الآخر، دخل خانة ”مابان عليه حتى خبر”، منذ شهر نوفمبر من السنة ما قبل الماضية، حين دخل شويخ بمعية زوجته يمينة، دار عبد اللطيف بأعالي الجزائر العاصمة، لبدء عملية التصوير برفقة رسمية وإعلامية كبيرة، نقلت عن ”عائلة شويخ” قولها إن ”فيلم الأندلسي الذي سيشترك في إنتاجه المؤسسة الجزائرية للتلفزيون ومنتجون خواص من بينهم أسيما فيلم وأرلان فيلم من إسبانيا، سيتم تصوير مشاهده في كل من الجزائر والمغرب وإسبانيا وتونس على أن يتم الانتهاء من التصوير في ظرف أربعة أشهر”. أي أن الفيلم كان ”من الفترض” أن يدخل قاعات السينما في شهر أفريل من السنة الماضية.. !! ثالث الأفلام ذات الصيت الإعلامي الكبير، والتي لا تزال حبرا على ورق، هو فيلم الأمير عبد القادر، وما أدراك ما الأمير.. فيلم يقال إن رئيس الجمهورية أعطى موافقته على السيناريو الذي كتبه بوعلام بسايح منذ مدة، ويقال أيضا إن الجهة المكلفة بإنجاز مشروع الفيلم دخلت في مفاوضات مع مخرجين عالميين وعرب آخرهم المخرج السوري حاتم علي، مع العلم أن حاتم الذي وقف عنده مزاد الترشيح، سيدخل هذه الأيام استوديوهات التصوير مسلسل جديد بعنوان ”أبواب الغيم”، بالتعاون مع المكتب الإعلامي للشيخ محمد بن راشد وتلفزيون دبي. على أن يعرض المسلسل في شهر رمضان المقبل، بمعنى أن المخرج الذي ”من الفترض” أن يدير كاميرات تصوير فيلم ”الأمير”، سيكون مشغولا إلى ما بعد شهر سبتمبر القادم، وبذلك سيبقى ورق فيلم ”الأمير” في درج بوعلام بسايح، إلى أجل غير مسمى، إلا إذا دخل أصحاب المشروع في مفاوضات أخرى مع مخرج آخر.. الملفت للانتباه، أن القاسم المشترك بين الأفلام الثلاثة التي بقيت حبرا على ورق، هو غياب الدعم الإنتاجي الفرنسي عنها، عكس الأفلام التي دخلت بالفعل إلى قاعات السينما، والتي أخرجها جزائريون يملكون في مجملهم جنسية مزدوجة، استفادوا من دعم مالي ”أجنبي” ساهم في الإسراع في إنجاز مشاريعهم السينمائيّة.. هذا الأمر يطرح الكثير من علامات الاستفهام، بخصوص مصير المشاريع السينمائية التي لا يلتفت إليها الدعم الأجنبي وخصوصا الفرنسي، مثل مشاريع فيلم ”الأمير عبد القادر” أو فيلم ”زبانة”، وأفلام أخرى لديها قاسم مشترك مع مشروع ”ميترو الجزائر”..