منذ سنتين قال لي موظف في السفارة المصرية بالجزائر: إن مصر تخسر كثيرا في موضوع الجامعة العربية عكس ما كتبته أنا مدعيا أن مصر تستخدم الجامعة العربية لتوظيف متقاعدي وزارة الخارجية المصرية بأموال اشتراكات الدول.! وقال لي هذا الموظف أن مصر كان بإمكانها كسب الكثير لو أنها أخذت مقر الجامعة وحولته إلى فندق.! لأن مداخيله تكون أكثر بكثير من مداخيل اشتراكات الدول في هذه الجامعة.! ومنذ أيام سمعت أحد المواطنين العرب يقول في فضائية عربية.. الأفضل للعرب ومصر هو حل الجامعة العربية وتحويل مقرها إلى مستشفى للمجانين.! لكن هذا المواطن المشرقي قد لا يعرف أن الجامعة العربية به الآن مستشفى لمجانين السياسة العربية.! هل يعقل أن يقول عاقل الجامعة العربية عمرو موسى: إن النظام الدولي يعاني من خلل إذا لم يوافق مجلس الأمن على قرار يلزم إسرائيل بوقف العدوان على غزة، وأن القمة العربية تجتمع فقط إذا حدث ذلك.! ألم يحس هذا العاقل العربي أن الجامعة العربية هي مجرد تجمع لمجانين السياسة العربية؟! الرئيس مبارك أعقل عقلاء المنطقة من وجهة نظر إسرائيل وأمريكا قال: إن فتح معبر رفح ينبغي أن توافق عليه إسرائيل كقوة احتلال.! وردد هذا الكلام أبو الغيط في الجامعة العربية مؤسسة الأمراض العقلية للساسة العرب.! والحمد لله أن مبارك لم يقل من حق إسرائيل أن تركب أيضا كاميرات مراقبة في مطار القاهرة لتراقب إمكانية تهريب مصر منه السلاح إلى سيناء منزوعة السلاح حسب اتفاقية كامب دافيد.! المصيبة أن مبارك الذي عجز عن فك حصار قطاع غزة وهو رئيس للعرب كلهم، قال ذات يوم أنه نجح في فك حصار وحدة من الجيش الوطني الشعبي الجزائري حاصرها المغاربة في أمغالا بالصحراء الغربية في أواسط السبعينيات عندما كان طيارا؟!. في سنة 1964 قدم الراحل جمال عبد الناصر هدية للشعب الجزائري تتمثل في طائرتين من نوع ميغ 14.. وكانت الهدية دعما من ناصر للرئيس بن بلة.. نقلت الطائرتان إلى القاعدة الجوية الجزائرية في ورفلة.. وبعد انقلاب 19 جوان 1965 طلب ناصر استرجاع الطائرتين وأرسل مبارك الطيار ومعه طيار آخر إلى ورفلة لإعادة الطائرتين واستقبلهما هناك المرحوم آيت مسعودان والطيار الطاهر بوزغوب أطال الله عمره.. سكن مبارك في إحدى غرف القاعدة الجوية.. وطلب أن يحمل له الطعام إلى الغرفة.. ولكن المجاهدين رفضوا نقل الطعام إلى غرفة البيه.. وقالوا له: المجاهدون في الجزائر لا يحملون الطعام إلى الضباط في الغرف.! وعليك أن تنزل إلى المطعم لتأكل مثل كل الضباط والجنود.! هذا هو الحصار الذي تحدث عنه ضباط الجزائر لي ذلك الوقت!