اتحاد الصحافيين (العرب) أو لنقل اتحاد الصحافيين العرب عند المصريين سكت دهرا ونطق كفرا•• سكت عندما كان بوليس مصر يشتم الجزائر والجزائريين باسم الصحافة في القنوات الفضائية المسماة مستقلة في مصر! لم يتحرك اتحاد الصحافيين العرب هذا ليقول ''عيب'' يا مصريين! ولم يتحرك هذا الاتحاد عندما ذُبح الجزائريون ورجموا بالحجارة كالشياطين•• وتحرك الاتحاد فقط عندما قيل في الإعلام الجزائري أن هناك قتلى بين أنصار الجزائر ذبحوا في القاهرة! اتحاد الصحافيين هذا، مثل الجامعة العربية، يقتات على اشتراكات العرب ويعشش فيه المصريون بكل عنجهية ويبزنسون به في كل العواصم؟! هذا الاتحاد لا يرى مانعا في ضرب الجزائريين•• ويرى المانع فقط في أن يقال في الإعلام العربي أنهم قتلوا؟! الحقيقة أن مصر، الدولة البوليسية، كانت إلى عهد قريب تخشى الجزائر ولا تحترمها! ومنذ سنوات أصبحت مصر لا تخشى الجزائر•• بل وتعاملها مثلما تعامل دول الشرق الأوسخ••! كانت البداية عندما أثارت الجزائر مع تونس مسألة الوضع المزري للجامعة العربية•• ومحاولة إصلاح هذا الوضع وإخراج الجامعة العربية من حالة الهيمنة المصرية التي جعلتها، لربع قرن، مجرد مؤسسة لتوظيف النفايات المصرية من الإطارات الذين تنتهي صلاحيتهم في المؤسسات المصرية• ولكن حكومة الجزائر تراجعت عن مطلب إصلاح الجامعة•• وهو ما جعل الحكومة المصرية تدخل حكومة الجزائر في خانة دول الشرق الأوسط من حيث الخنوع والخضوع لإرادة مصر! وبعدها بسنوات بدأت مصر تتصرف مع الحكومة الجزائرية ديبلوماسيا وأمنيا على غير ما كانت تفعله من قبل• وشاهدنا كيف أصبح الأمن المصري يحتجز أساتذة في مطار القاهرة دون أن يكون للحكومة الجزائرية أي رد فعل! ولاحظنا أيضا كيف أصبح الإعلام المصري لا يتحرج عن مهاجمة الجزائر بغير وجه حق، دون أن يكون للجزائر أي رد فعل•• لا إعلاميا ولا ديبلوماسيا! والمعروف عن المصريين أنهم مثل ''نبتة الديس'' إذا أمسكت برفق من طرف ماسكها جرحته! وإذا أمسكت بقوة كانت لينة كالحرير؟! ومن مضحكات مصر بلد المضحكات، كما قال المتنبي، ما قاله وزير خارجية مصر أبو الغيط•• من أن هناك أطرافا خارجية هي التي تثير الفتنة بين الجزائر ومصر! وأن هناك جهات إعلامية خارجية هي التي تسعى إلى زرع الفتنة بين الجزائر ومصر! يمكن أن نصدق ما يقوله أبو الغيط لو لم تصدر إسرائيل بيانا عبرت فيه عن ارتياحها لما أحدثه المصريون بالجزائريين• وليت أبو الغيط واصل أكل الحلاوة بعقل مدلسي وزير خارجية الجزائر•• وقال أنه وافقه على أن الهجوم على الحافلة الجزائرية كان بتدبير من الموساد، وليس من المخابرات المصرية، ولذلك لم تستطع المخابرات المصرية تحديد الفاعل حتى الآن•• بل قالت إن الفاعل هم الجزائريون أنفسهم؟! فاقو يا أبو الغيط•• إن كانت مصالح مصر الاقتصادية في الجزائر تدعوها إلى نسيان ما حدث، فإن الشعب الجزائري لن ينسى أبدا ما حدث هذه المرة! وحتى حكومة الجزائر التي تدعوها إلى التنسيق معكم لنسيان ما حدث، فإن الشعب الجزائري سيفتكرها معكم إن هي حاولت نسيان ما حدث! الشعب الجزائري لن يقبل هذه المرة إلا بإعادة النظر جذريا في العلاقات معكم! سنعيد النظر بكل ما يربطنا بكم•• من الجامعة العربية إلى العلاقات الديبلوماسية إلى العلاقات الاقتصادية وحتى العلاقات الثقافية! ومن قال لكم إن العلاقات معكم أقوى من أن تتأثر فهو واهم مثلكم! وإن شاء الله هذه المرة سنعلمكم كيف تحترمون غيركم؟! فنحن لسنا غزة المسكينة ولسنا المزراع الخاصة بكم في الخليج! لقد انتهى وضعنا معكم، والذي يشبه ما وصفه المتنبي قبل قرون حين قال: جوعان يأكل من زادي ويمسكني كي يقال عظيم القدر مقصود! إن ما حدث ليس مجرد خلاف حول كرة قدم، إنه حالة غير طبيعية في علاقات غير طبيعية، ويجب أن تصحح وتصحح جذريا هذه المرة! فالشعب الجزائري الغاضب لا يمكن أن يقبل من الحكومة الجزائرية أي تعامل معكم خارج قاعدة فرض احترام دولة مصر للدولة الجزائرية! الآن يمكن أن نقول معكم، بالفعل لقد ساهمتهم في تحرير بلدنا من التبعية لبلدكم! وستعرفون في المستقبل القريب خطورة ما أقدمتم عليه من استفزاز للشعب الجزائري! إنا ما حدث للجزائريين من كسور مادية ومعنوية على أيديكم في القاهرة لن يجبره بيان اتحاد الصحافيين العرب المعتوه•• ولا بيان الجامعة العربية الميتة•• ولا حتى غائط أبو الغيط! فنحن في الجزائر نعرف بالتحقيق من أعطى أمر ذبح الجزائريين وأنتم تعرفون أيضا ذلك، ولا يمكن أن يصدر الفعل من الخارج؟!•• فالجزائر ليست مغفلة!