بدأت المراكز والمستشفيات في قطاع غزة تشهد عجزا حقيقيا في مواكبة الأوضاع على الأرض في ظل استمرار تدفق الجرحى والمصابين مع كل هجوم إسرائيلي، ما ينذر بانهيار وشيك للقطاع الصحي المنهك أصلا منذ بدء الحصار قبل 18 شهرا. ويقول الأطباء إنه رغم وصول مساعدات ضئيلة إلى وزارة الصحة في غزة عبر معبر رفح ما زالت المستشفيات عاجزة عن مواكبة الأعداد الكبيرة من الجرحى والمصابين الذين تتزايد حصيلتهم يوميا. كما تعاني الكوادر الطبية من الإنهاك نتيجة العمل المتواصل حيث أكد أحد الأطباء في مستشفى الشفاء فضل عدم ذكره اسمه أن "المستشفيات تجاري الوضع بأقصى إمكانياتها لكنها تواجه قطعا عبئا يفوق طاقاتها". وأوضح وزير الصحة في الحكومة المقالة باسم نعيم أن 105 أصناف من الأدوية و255 من المستهلكات الطبية و93 من المواد الخاصة بالمختبرات رصيدها صفر. إضافة إلى ذلك أكد الناطق باسم وزارة الصحة همام نسمان أن عدد الأسرة في مستشفيات القطاع لا يتجاوز 1200 سرير من بينها 530 سريرا في مستشفى الشفاء، مضيفا أنه غالبا ما يوضح الجرحى الجدد على الأرض بسبب الأعداد الكبيرة التي تصل في أعقاب عمليات القصف الجوي. وفي الإطار ذاته قال المدير العام للإسعاف والطوارئ في قطاع غزة معاوية حسنين إن القطاع يعاني من نقص شديد في عدد سيارات الإسعاف المجهزة للتعامل مع هذه الحرب التي تشنها إسرائيل. وتشير مصادر طبية فلسطينية إلى أن 465 فلسطينيا على الأقل بينهم 75 طفلا و21 امرأة استشهدوا في أكثر من 700 غارة على أهداف في قطاع غزة لم تستثن منزلا أو مدرسة أو حتى مستشفى، بينما أصيب أكثر من 2300 شخص.