تحدثت مصادر في قطاع الصحة ل''الفجر'' عن وجود 600 شخص مصاب بالسرطان في ولاية الوادي، وتتركز أكثر أنواع السرطان انتشارا في سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم بالنسبة للنساء، وسرطان الرئة بالنسبة للرجال. وأشارت ذات المصادر إلى أن ولاية الوادي تسجل شهريا 9 حالات جديدة من مختلف الأعمار، وهو رقم خطير يستدعي تدخلا فوريا من السلطات الوصية لضمان تكفل أحسن بالمرضى، والوقاية من المرض الذي يزحف بسرعة وتعددت أسباب انتشاره بالمنطقة. وتتحدث مصادر طبية أخرى لها علاقة بملف مرض السرطان عن وجود ما يزيد عن 500 إصابة أخرى عبر تراب الولاية غير مسجلة، كون الكثير من المصابين ولأسباب تتعلق بعامل الأمية والإهمال ونقص الوعي بخطورة حالاتهم الصحية، لا يقومون بالفحص والعلاج والتسجيل، حيث يكابد العشرات منهم المرض في صمت، فيما فارق آخرون الحياة في ظروف صحية متدنية للغاية. وترجع أسباب الإصابة حسب بعض الجمعيات المهتمة بالتكفل الاجتماعي والصحي بمرضى السرطان إلى عوامل كثيرة منها التدخين وتعاطي''الشيشة''، وهو نوع من التدخين بدأ يستفحل في المجتمع المحلي وينتشر في المقاهي والساحات العامة بشكل لافت للنظر، في حين تبقى أسباب إصابة المرأة مجهولة لحد الساعة استنادا إلى مصادر طبية معنية، والتي تضيف عاملا آخر للإصابة بالمرض، وهو سموم إشعاعات من ''مدفنة ذرية'' داخل الحدود التونسية الغربية قرب الشريط الحدودي تعود للعهد الاستعماري، حيث تنتشر الإشعاعات التي تنقلها الرياح الشرقية مع العواصف الرملية باتجاه الجزائر داخل تراب منطقة وادي سوف، حيث يرجع البعض سرعة انتشار الداء في المنطقة إلى هذه السموم الذرية، كما أثيرت قضية مقبرة النفايات الذرية في أكثر من موضع رسمي. ويبقى أمل مرضى السرطان بالوادي متوقفا على المركز الجهوي لمكافحة السرطان الذي سيبنى بولاية الوادي، وهو أحد تسعة مراكز وطنية من شأنه أن يخفف من دون شك من معاناة المرضى. وفي هذا الإطار كشف مدير الصحة بالوادي في سياق منفصل ل''لفجر'' أن الوزارة منحت إدارته الاعتماد المالي للمركز الجهوي لمكافحة السرطان، الذي بقي حسبه المنفذ الوحيد للوقاية من انتشار السرطان بالمنطقة، خصوصا وأن المركز المذكور خصصت له اعتمادات مالية ضخمة لتجهيزه بأحدث التكنولوجيا في عالم الطب، علما أن الأشغال به ستنطلق في الأسابيع القادمة، وهو مركز جهوي من بين ستة مراكز جهوية أخرى قررت وزارة الصحة تشييدها عبر الوطن.