تعرف ولايات الجنوب عموما، وولاية الوادي خصوصا، انتشارا رهيبا للعديد من الأمراض الخطيرة التي نغصت حياة السكان في السنوات الأخيرة، ومن بينها السرطان الذي تسجل بشأنه المصالح الصحية بالولاية ارتفاعا جنونيّا كشفت بعض المصادر المطلعة ل”الفجر” أنه يتم تسجيل 9 حالات جديدة من مرض السرطان كل شهر، فيما تسجل الولاية سنويا العشرات من الإصابات بداء التيفوئيد. وفي هذا السياق كشف مسؤولو جمعية “الفجر” لمساعدة مرض السرطان بالوادي أنها تسجل 9 حالات جديدة لمرض السرطان شهريا، مع وصول عدد حالات هذا المرض المسجلة لدى الجمعية لحد الآن أزيد من 1000 إصابة. ودق العديد من الأطباء والمختصين ناقوس الخطر، وأكدوا أن من الأسباب التي ساعدت في انتشار هذا الوباء الذي يفتك شهريا بعدد كبير من الأشخاص.. المقبرة النووية التي أقامها المستعمر الفرنسي في الجنوب التونسي في أواخر سنة 1956. وأكدت مصادر أخرى ل”الفجر” أن عدد الحالات المؤكد إصابتها بالسرطان تقدّر بأزيد من 1000 إصابة بالولاية، ناهيك عن عشرات الحالات التي لم يبلغ أصحابها، توفّي من هذا العدد لحد الآن أزيد من 280 شخص قاوموا هذا المرض لمدة تتفاوت بين مريض وآخر. وأشار المصدر إلى أن الإصابات بالسرطان الأكثر انتشارا بالوادي، متمثلة في سرطان الرحم والدم والعظام والثدي. وعن ظروف تنقل المرضى، الذين أغلبهم معوزون وفقراء، وأن تنقل المرضى للمركز المختص بالجزائر العاصمة يكلفهم مصاريف باهظة أثقلت كاهلهم، هذا في السابق أما الآن فإن الحالة تحسّنت باستفادة جمعية “الفجر” لمساعدة مرض السرطان بالوادي مؤخرا من سيّارة إسعاف جديدة خصّصت لنقل المرضى للمركز المختص بمرضها السرطان بالجزائر العاصمة. أما عن الأسباب الحقيقية لهذا الوباء، فيقول مسؤول هذه الجمعية إن التفكير في أسباب انتشار هذا الوباء بولاية الوادي من طرف السلطات المحلية أصبح ضرورة أن تدرس بجدية اكتشاف وظهور 108 حالات جديدة سنويا، ومسّ هذا الداء جميع شرائح المجتمع من كهول، أطفال وشباب وشيوخ، حيث يتراوح أعمار المصابين بين 6 و80 سنة، مطالبا السلطات العمومية بفتح تحقيق في المقبرة النووية التي أقامها المستعمر الفرنسي في الجنوب التونسي. ويأمل سكان الوادي أن تضع السلطات الوصية حدا لهذه الأمراض التي تفتك سنويا بعشرات الأشخاص، حيث تحصي المصالح الصحية سنويا وفاة أزيد من 100 شخص جراء إصابتهم بداء السرطان الذي استفحل بشكل كبير بولاية الوادي .