عرفت ظاهرة الإنتحار في ولاية البويرة تزايدا ملفتا للنظر خلال السنة الأخيرة، حيث تم تسجيل 24 حالة انتحار وأكثر من 20 محاولة للإنتحار عبر مختلف مناطق الولاية، أغلبها سجل بمنطقتي الهاشمية الواقعة على بعد حوالي 20 كلم جنوب الولاية والمسدور. حيث تم تسجيل أغلب حالات الإنتحار في الوسط الأنثوي ب 19 حالة. أما عن الطرق المستعملة من عملية الإنتحار لدى البنات فتتمثل في تناولهن للمواد الكيماوية والكاشطة، في حين نجد الطرق المفضلة لدى الذكور هو الشنق بواسطة الحبل، آخر هذه الحالات هي التي عاشها سكان حي 56 مسكنا بعاصمة الولاية المحاذي لخط السكة الحديدية، حيث أقدم شاب يبلغ من العمر 30 سنة على وضع حد لحياته شنقا بربط عنقه بجذع شجرة، إذ أشارت بعض المصادر إلى أن هذا الشاب كان رفقة أحد أصدقائه الذي طلب منه تسليم وثائقه لأهله طالبا منه العودة، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث أنه بعد رجوع صديق الضحية اصطدم بمظهر الضحية وهو مربوط في جذع شجرة جثة هامة. وقد أرجعت بعض المصادر سبب إقدام هذا الشاب على الانتحار إلى ضغوطات نفسية وهي الحالات تكون مشتركة لدى أغلب المنتحرين وحتى المقدمين عليه. الشيء الملفت للانتباه هو أن ولاية البويرة عرفت خلال سنة 2007 عددا قليلا من حالات الانتحار لم تتجاوز 13 حالة و11 محاولة، في حين نجد أن هذه الحصيلة تضاعفت خلال السنة الماضية، الأمر الذي يتطلب من الباحثين تسليط الضوء على هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المعروف بتقاليده وتماسك نسيجه العمراني.