وزارة الصحة تفتح تحقيقا في تجاوزات منح تراخيص الحج للمرضى الممنوعين كشف مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، الشيخ بربارة، عن إلغاء جواز السفر الخاص بالحج بداية من موسم 2009 ، وأكد أن وزارة الصحة فتحت تحقيقا وطنيا للوقوف على تجاوزات وتواطؤ الأطباء في استصدار رخص طبية لأداء الفريضة لذوي الأمراض المزمنة والممنوعة من الحج، إذ تم تسجيل 16 حالة مرض عقلي و9 حالات قصور كلوي، بالإضافة إلى العديد من الحوامل. كما كشف مسؤول الديوان أن الحكومة ستعيد النظر في الوكالات السياحية والعمرة قريبا . أفاد مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، أمس، خلال عرضه للتقرير الأولي لحصيلة موسم الحج الخاص بسنة 2008، في منتدى إذاعة القرآن الكريم، أن وزير الصحة والسكان استجاب لطلب الديوان القاضي بفتح تحقيق وطني لكشف ملابسات قضية إيفاد المصابين بأمراض مزمنة إلى الحج، مثل القصور الكلوي، القلب والسرطان، وكذا حالات الحمل، بعد أن وقع عدد من الأطباء رخصا طبية للمصابين بهذه الأمراض، حيث سجل الديوان 9 حجاج مصابين بمرض القصور الكلوي، 16 حالة اختلال عقلي ونفسي، وكذا العديد من النساء الحوامل في شهور متقدمة، اثنتان منهما تم توليدهما بالبقاع المقدسة، وهي حالات لم تكن لتحدث لو لم يتساهل الأطباء في إمضاء هذه الرخص الطبية، والتي ساهمت في تذبذب الفريق الطبي الجزائري الذي أجرى ما يقارب 50 ألف فحص طبي، و108 حالة استشفاء وإقامة بالمراكز الصحية السعودية، خاصة وأن أمراض القصور الكلوي تكلف 3 حصص يوميا. وبلغة الأرقام، كشف الشيخ بربارة أن موسم الحج الأخير سجل 35 حالة وفاة في صفوف الحجاج، أغلبها وفاة طبيعية، باستثناء حالتين تعرض صاحباها لحادث مرور، كما تم تسجيل 2940 حالة ضياع للوثائق والأمتعة. ومن العراقيل التي واجهها الديوان في تنظيم العملية، حسب نفس المتحدث، كبر سن الحجاج الجزائريين، الذين بلغ معدل سنهم 75 سنة في صفوف حوالي 75 بالمائة من إجمالي عدد الحجاج. وفي تقييمه الأولي لمهام الديوان في تنظيم العملية لأول سنة، خاصة وأن مصادر تحدثت مؤخرا عن وجود صفقات مشبوهة، حيث أفادت هذه الأخيرة أن العديد من الشقق بقيت شاغرة مع دفع مستحقاتها مسبقا، رد بربارة بأن "تقييم البعثة المكونة من 800 عضو إيجابي، وأن الأعضاء قاموا بالمهمة بشكل كامل، لا يهمني ما قاله زيد أو عمر". في نفس السياق، أقر المتحدث أنه سيقدم تقريره لرئاسة الجمهورية والوزير الأول، بالإضافة إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف بداية الأسبوع المقبل، وهو التقرير الذي يحمل اقتراح منع إعادة تكرار فريضة الحج لفترة لا تقل عن 5 سنوات، لتمكين أكبر عدد من الجزائريين من أداء الفريضة. دفتر شروط جديد للوكالات والديوان يستصدر تأشيرات العمرة من جهة أخرى، كشف مدير الديوان الوطني للحج والعمرة أن الحكومة الجزائرية وافقت على إعادة فتح ملف العمرة والوكالات السياحية قريبا، مما يسمح بإعادة تنظيم العملية، خاصة في ظل التوبيخات التي وجهتها السلطات السعودية لعدد من هذه الوكالات بعد تجاوز العديد من المعتمريين للفترة المقررة لهم، حيث يصبح الديوان الوطني للحج والعمرة هو المخول قانونا لاستصدار ثأشيرات المعتمرين الجزائريين، والتي تبلغ حسب نفس المتحدث 140 ألف تأشيرة سنويا. بالإضافة إلى أن الحكومة ستعرض بموجب هذا التعديل دفتر شروط خاص بالوكالات السياحية الناشطة في مجال العمرة. وأوضح بربارة أن العمل بجواز السفر الخاص بالحج سيلغى ابتداء من الموسم المقبل وفق ما اشترطته وزارة الحج السعودية. ويأتي اهتمام الحكومة بإعادة فتح ملف الوكالات والعمرة على خلفية التوبيخات التي سجلتها السلطات السعودية بخصوص المعتمرين المتخلفين الذين يعتمرون مع الوكالات الجزائرية. ومن التجاوزات الحاصلة، حسب ذات المتحدث، التظلم والتحايل من قبل المطوف "حمزة التونسي" الذي قلص المساحة بالإضافة إلى 2940 حالة ضياع وثائق وأمتعة من حجاج البعثة الجزائرية. تأشيرات "أل تور" غير مزورة ومصدرها أقلق السلطات من جهة أخرى، نفى المسؤول الأول عن الديوان الوطني للحج والعمرة أن تكون تأشيرات حجاج الوكالة السياحية "أل تور"، البالغ عددهم 250 حاج، مزورة، لكن التساؤل الذي ساد بين السلطات الأمنية هو سبب استصدارها من السفارة السعودية بجمهورية مالي دون السفارة السعودية بالجزائر، خاصة وأن الحجاج جزائريون وينطلقون من الجزائر، وذلك على خلفية إفادة مدير وكالة "أل تور"، بلحسن سليم، في تصريح "الفجر" حول سبب لجوئه إلى السفارة السعودية بمالي دون الجزائر، كون السفارة السعودية بالجزائر منحت 36 ألف تأشيرة دون أن يحصل على الحصة المخصصة لوكالته، ما دفعه للاستنجاد بالسفارة السعودية بالعاصمة المالية ببماكو.