استلام باراك أوباما أمس رسميا مهامه كأول رئيس اسود للولايات المتحدةالأمريكية في حفل تنصيب غير مسبوق حضره الزعماء ونجوم هوليود والطرب العالمي ينهي مرحلة يمكن نعتها بالسوداء في تاريخ أقوى دولة في العالم فضل أن يجعلها بوش مرحلة للتعنتر وتجاوز القوانين الدولية واستصغار الشعوب وفتح آفاق واسعة لمزيد من قتل البشر ليس في العراق وأفغانستان فحسب بل في أماكن أخرى في الشرق الأوسط وتحديدا في فلسطين ولبنان وحتى في الصومال فكل الصراعات التي هزت وتهز العالم كانت ل"البوشية " يد فيها .. فبداية من أمس الثلاثاء يقلب الأمريكيون صفحة جديدة من تاريخهم على أمل حدوث التغيير الذي وعد به الرئيس الجديد مفضلا الوصول الى واشنطن راكبا القطار وهي الطريقة نفسها التي سلكها قبله ابراهام لنكولن قبل تنصيبه عام 1861 ومن دون شك فإن أوباما ينتظره عمل كبير لرد الاعتبار لصورة الولاياتالمتحدة التي تضررت كثيرا بفعل سياسات جورج بوش الذي أخرج للبشرية "محور الشر" ومنهج "من ليس معنا فهو ضدنا " وقام بإعدام رئيس دولة في عيد للمسلمين وجعل العالم كله يعيش الاضطراب وخلوطة لا مثيل لها وختمها بإعطائه ضوء أخضر لشن الصهاينة لحرب قذرة استعملت فيها أسلحة محرمة دوليا لإبادة شعب غزة الذي انتصر على الشر بصموده ووقوف شرفاء العالم الى جانبه . المؤكد أن رحيل بوش أفضل للعالم من بقائه ولو أن أساسيات الاستراتيجية الأمريكية قد تضع قيودا كبيرة أمام امكانية إحداث تغيرات من قبل أوباما الذي وعد بالعمل مع المسلمين أساسا بمرونة أكثر فلعنة المظلومين في العالم ستظل تتبع بوش ودعوات المقهورين في العراق وأفغانستانوفلسطين ...ستلاحقه الى قبره وعار معتقل غوانتنامو سيظل منقوشا على جبينه ..فثماني سنوات من "البوشية" وسعت دائرة الظلم والاستعلاء الأمريكي وزادت في بؤس ضعفاء العالم ولم يجن جورج بوش شيئا فالاستقرار الذي وعد به لم يحدث في العراق أين يسقط يوميا العشرات بنيران قوات التحالف أو نيران العراقيين المتصارعين أنفسهم وطالبان مازالوا يسيطرون على أجزاء في أفغانستان والملف النووي الإيراني يراوح مكانه والسلام لم يحدث في الشرق الأوسط فسياسة بوش الخارجية كانت فاشلة ومدمرة والداخلية لم ترض الأمريكيين وأمام الرئيس ال44 للولايات المتحدة تحديات ومسائل مفخخة.