في أجواء تميزها التعزيزات الأمنية المكثفة، يتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما اليوم رسميا، زمام حكم الولاياتالمتحدةالأمريكية، كأول رئيس لهذا البلد من أصل إفريقي منذ عهد الرئيس أبراهام لنكولن الذي حكم مابين "1861-1865"، ليجد نفسه أمام تحديات فرضتها "التركة الثقيلة" التي خلفتها سياسة جورج ولكار بوش. في حفل تنصيب تقليدي تجري تفاصيله في واشنطن، ويتوقع أن يحضره سيل جماهيري هائل على طول المسار الرئاسي تقدره وزارة الدفاع الأمريكية بمليوني شخص يحطمون الرقم القياسي الذي سجل في العام 1965 عند تنصيب الرئيس ليندون جونسون، يقدم باراك حسين أوباما الأمريكي من أصول كينية اليمين اليوم لاستلام مهامه كرئيس للولايات المتحدةالأمريكية. وبهذا القسم ينهي الأمريكيون عهدة إدارة جورج ولكار بوش الذي يغادر الأضواء مخلفا وراءه وضعا كارثيا سواء أكان ذلك على الصعيد الداخلي أو على صعيد السياسة الخارجية التي أدت إلى خوض حروب كانت محط جدل لسنوات، فمن الأزمة المالية الاقتصادية إلى حربي أفغانستان والعراق، ووصولا إلى معتقل غوانتانامو يجد أوباما نفسه مضطرا لمعالجة وتصفية كثير من القضايا العالقة قبل أن يبادر في تطبيق برامجه. لهذا يتوقع مراقبون أن يتمحور خطاب الرئيس الأمريكي الجديد التي سيلقيها خلال حفل الترسيم على درجات مبنى الكابيتول مقر الكونغرس، والتي يتوقع كثيرون أنها ستكون مقتضبة ومركزة، حول دعوة الشعب الأمريكي إلى تحمل مسؤولياته من أجل مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، كما سيعلن عن إغلاق معتقل غوانتانامو، دون إغفال التطرق إلى حربي أفغانستان والعراق، إلى جانب طبعا إبداء موقفه من النزاع في الشرق الأوسط، وفي هذا يقول روبرت غايتس الذي سيصبح ناطقا باسم البيت الأبيض "أن اوباما سيعلن عن إغلاق معتقل غوانتانامو، وأنه اعتبارا من الأربعاء المقبل سيهتم الرئيس الأمريكي بقضية عاجلة أخرى وهي الحربان في العراق وأفغانستان، وقال غايتس إن الهدف هو احترام وعد سحب القوات من العراق بمسؤولية وأمان في الأشهر الستة عشر المقبلة، كذلك سيعلن الرئيس الجديد بسرعة عن موقف حول النزاع الطويل في الشرق الأوسط" . واستعداد لهذه المناسبة، فرضت الحكومة الأمريكية تدابير أمنية غير مسبوقة، تحسبا لأي هجوم حتى وإن كان كيميائيا أو جرثومي، وسيتولى أكثر من اثني عشر ألف عسكري وآلاف عناصر الشرطة مع دوريات مكثفة، جوا، برا، وبحرا، مهمة إحباط أية محاولة اعتداء بما في ذلك من قبل جماعات صغيرة عنصرية. وعن استعداد الشعب الأمريكي للمرحلة المقبلة، أوردت صحيفة نيويورك تايمز في استطلاع نشرته مؤخرا أن 99 في المائة من الأمريكيين يشعرون بالتفاؤل بالنسبة لسنوات ولاية أوباما وهي نسبة قياسية مقارنة مع أسلافه الخمسة السابقين.