أدت الأمطار الطوفانية الغزيرة التي تهاطلت على ولاية الوادي طيلة الأيام الثلاثة الأخيرة من الأسبوع الماضي إلى تسجيل خسائر مادية ضخمة بعدد من البلديات والقرى النائية• وقد وصلت الى حد غرق أحياء بأكملها في مياه الأمطار، كما هو الحال بحي سيدي مستور ببلدية عاصمة الولاية الذي خرج سكانه نحو المرافق العمومية هربا من الموت• وأنقذت مصالح الحماية المدنية عائلة كاد أفرادها يغرقون في سيول الأمطار الجارفة، فيما فضل عدد من المتضررين الاحتماء بالمساجد والمدارس• وما ضاعف من حجم الكارثة نوعية المساكن القديمة المبنية من الطوب والجبس المحلي والمقدرة، حسب ما صرح رئيس المجلس الشعبي الولائي ل "الفجر" بما يزيد على 8 آلاف سكن هش مهددة حاليا بالسقوط فوق ساكنيه في أية لحظة• وقد رصدت "الفجر" أضرار الكارثة عبر غالبية البلديات الثلاثين بولاية الوادي فاتّضح لنا حجم الكارثة التي ألمت بعائلات المنطقة• فببلديتي تغزوت وورماس سقط عدد من المنازل الهشة ولحسن حظّ ساكنيها أنهم فروا نحو جيرانهم وبات السكان ليلة بيضاء خوفا من سقوط منازلهم فوق رؤوسهم• أما ببلدية فمار، فسجلت مصالح الحماية المدنية 5 تدخلات لإخماد حرائق اشتعلت بعدد من البيوت جراء اشتعال شرارات كهربائية• أما سكان بلدية الرقيبة التي يوجد بها عشرات المساكن الهشة، فقد هرب غالبية سكانها المنكوبين نحو المساجد والمؤسسات التربوية بعدما غمرت بيوتهم الأمطار• وقد سجلت مصالح الحماية المدنية ما يزيد على 10 تدخلات قصد إجلاء العائلات بهذه الجهة• أما ببلديات دائرة الرباح الثلاث: العقلة، النخلة والرباح فقد سجلت بها حالات انهيار أسقف منازل فقط للمساكن الهشة وسارعت مصالح البلدية إلى التكفل بهم• وبالجهة الغربية من الولاية ببلديات وادي العلندة وأميه ونسة فقد سجلت مصالح الحماية المدنية 15 حالة تدخل لإعانة السكان على الخروج من سكناتهم المغمورة بمياه الأمطار، في حين احتوت مصالح البلديتين المنكوبين• وبالجهة الشرقية من الولاية عبر بلدياتها الأربع: الدبيلة، حاسي خليفة، المقرن والطريفاوي، فقد سجلت بها انهيار عدد من أسقف المنازل واحتمى العديد من المنكوبين بالمرافق العمومية، في حين فتحت جمعيات خيرية باب المساعدة للتكفل بالعائلات المنكوبة• أما بلديات الشريط الحدودي الثلاث، فسجلت بها هي الأخرى حالات سقوط أسقف منازل فقط في حين سخرت مصالح البلديات الحدودية جميع إمكانياتها للتكفل بسكان البدو الرحل، خوفا من أن تجرفهم الأمطار• أما بلديات وادي ريغ الثماني، فقد تأثرت بشكل بارز لكون أرضية هذه الجهة كلسية وتتأثر بسرعة من الأمطار وما جعل الوضعية تتفاقم هو فيضان وادي الرتم، والتل اللذين أديا الى قطع الطريق الوطني رقم 3 أمام حركة المرور، في حين غمرت مياه الأمطار عشرات المساكن بهذه الجهة• أما بعاصمة الولاية وبسبب الأمطار والأوحال تعطلت حركة المرور نتيجة انسداد قنوات الصرف وكذا البرك• وقد شكّل والي الوادي خلية أزمة لمتابعة الأضرار الناجمة عن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على المنطقة، تشمل مصالح بلدية ودائرة الوادي، الديوان الوطني للتطهير، الحماية المدنية، مؤسسة سونلغاز والنشاط الاجتماعي• وكشف السيد لمين شريفي، رئيس بلدية الوادي والناطق باسم خلية الأزمة ل "الفجر" أنه سيتم التكفل بجميع المنكوبين، مشيرا إلى أنه تم تجنيد كافة أعوانه وكافة وسائل البلدية لتقديم الإعانة للعائلات المنكوبة•