أدت الأمطار الغزيرة المتساقطة نهاية الأسبوع إلى فيضان عدة أودية كوادي بن صاري ببلدية ثلاث دواير الذي تسبب في جرف سيارة ووفاة شخص المدعو ''ب·ح''، 48 سنة، في تمام الساعة 30,20 من مساء أول أمس بالمكان المسمى الخماخمية، وقد تم نقل جثة الضحية من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مستشفى عين بوسيف· كما أدى تدفق مياه وادي ورك بقرية دوار لبيض بعين بوسيف على الساعة 21 من مساء يوم الأربعاء إلى تضرر بيوت 25 عائلة، تم إجلاؤهم من طرف الوحدة الثانوية للحماية المدنية بعين بوسيف وإسكانهم مؤقتا بإحدى الابتدائيات التابعة لبلدية عين بوسيف· وقد تم غلق الطريق الولائي رقم 84 الرابط بين البواعيش والشهبونية جنوبالمدية في وجه مستعمليه بعد أن غمرت مياهه وادي حاسي بوحفص جزءا من الطريق وغطته بالأوحال على الساعة 6 صباحا، ما صعب على أصحاب السيارات المرور به، ولاتزال الأشغال جارية لإعادة فتحه· وعلى صعيد آخر، تدخلت مصالح الحماية المدنية في حدود الساعة 20,11 من صبيحة أول أمس على مستوى سد السخونة، الواقع ببلدية أولاد امعرف لانتشال جثة الغريق ''ف·م''، 19 سنة، ليتم بعدها نقله إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى عين بوسيف· كما خلفت غزارة الأمطار المتساقطة على بومرداس، موجة من الاحتجاجات شنها مواطنو بلدية قورصو· فقد أقدم أول أمس سكان شاليهات ''أناكو'' على غلق الطريق الرابط بين حيهم ومدينة بومرداس، احتجاجا على تسرب المياه إلى الشاليهات، كما تحولت مجمل ممرات مواقع الشاليهات بالولاية إلى برك مائية كبيرة جراء انسداد البالوعات والمجاري المائية· وبتيزي وزو، انقطعت كليا حركة المرور وغرقت العديد من الأحياء في الأوحال والسيول الجارفة بسبب انسداد البالوعات وغمرت الأتربة العديد من الأرصفة· كما تسببت السيول في أعطاب للعديد من المركبات التي غمرت المياه محركاتها· وكشفت الجولة الميدانية التي قامت بها ''الفجر'' عبر العديد من المناطق بالولاية عن تهديد العشرات من المواطنين بالخروج إلى الشارع في حال تماطل السلطات المحلية في انتشالهم من مخلفات الأمطار التي قد تعود بقوة خلال الأيام المقبلة، وكادت المدينةالجديدة أن تغرق بسبب المياه المتدفقة من المناطق المرتفعة القريبة منها، في حين واجه آخرون، لاسيما بالمناطق النائية شبح انهيار السكنات الهشة التي قد تسقط على رؤوسهم في حال استمرار سوء الأحوال الجوية لساعات إضافية· كما فضل آخرون عدم التخلي عن بيوتهم مهما كانت الأحوال الجوية، مخاطرين بذلك بحياتهم، مع استنجاد آخرين بالأسطح بعدما غمرتهم المياه كما هو الحال بذراع بن خدة· وبدائرة بن باديس بولاية سيدي بلعباس، فقد أحدثت فيضانات وادي مكرة خسائر مادية معتبرة بمنازل المواطنين، حيث أحصت اللجنة الولائية المختصة أزيد من 100 عائلة متضررة من المياه الطوفانية التي غمرت منازلها، إذ قدر مستوى نسبة المياه المتسربة إلى قرابة المترين، ما كبد السكان خسائر مادية تمثلت في تلف الأجهزة الكهرومنزلية والأفرشة، كما جرفت مياه الوادي التي فاضت عن مجراها العديد من السيارات والشاحنات ذات الوزن الخفيف· وببلدية الحصيبة أدت الأمطار إلى انهيار جسر قديم· أما بدائرتي البيرين وحاسي بحبح في الجلفة فقد تسربت المياه إلى العديد من المساكن، لاسيما بأحياء التريرات والثانوية القديمة والبناء الذاتي· كما تسبب تساقط حبيبات البرد في تضرر أسقف عديد المساكن المغطاة بالترنيت· وشهدت ولاية وادي سوف تضرر بعض أنواع التمور، سيما ''دفلة نور'' و''الغرس''، حيث أوضحت مديرية المصالح الفلاحية أن التقديرات الأولية التي أعدتها مصالحها عبر مختلف دوائر ولاية الوادي تشير إلى تسجيل خسائر بنسبة 20 بالمائة من الإنتاج المتوقع ل ''دفلة نور'' ومابين 60 و80 بالمائة بالنسبة للتمور من نوع ''الغرس''، حيث سجل أكبر قدر من الخسائر بواحات بلديتي جامعة والمغير بمنطقة وادي ريغ· وأحصت مصالح الحماية المدنية بولاية قسنطينة، 58 تدخلا وأدت الرياح القوية إلى سقوط عدد من الأشجار وتدحرج عدد من الصخور الحجرية على الطريق، متسببة في قطع الطريق وسد حركة المرور في الساعات الأولى من صباح يوم الخميس، إلى جانب أزمة نقل حادة وحركة سير جد مزدحمة لم يتم التخلص منها إلا بتدخل الشرطة والحماية المدنية· أما بالنسبة لسكان الحيين القصديريين فلاحي 1 وفلاحي 2 المتواجدين بالقرب من الزيادية، فقد قضوا ليلة كاملة في العراء بعد تسرب مياه الأمطار داخل البيوت القصديرية، كما أن المنبع الوحيد الذي يتزود سكان الحي من مياهه فقد ردمته الأمطار الوحلية ليحرم السكان من الماء الشروب· وقد تسببت الأمطار نفسها في حالة من الذعر بحي جبلي التابع لبلدية حامة بوزيان، بعد ارتفاع منسوب الوادي والمسمى بوادي زياد إلى أكثر من مترين، إلى انجراف الأشجار خلف الطريق السريع وانسداد قنوات مجراها وقنوات صرف مياه الشرب، كما أسفر عن أضرار داخل المنازل وتسرب المياه إلى بعض المحلات والأكواخ القصديرية· ولم يكن وضع سيدي مروان أحسن من سابقيه، حيث غمرت السيول والأوحال شوارع وأزقة البلدية، لتختلط المياه الشروب بمياه الصرف، وانقطعت الكهرباء ليصل عدد تدخلات أعوان الحماية المدنية إلى 177 تدخل· وتسببت الرياح بأم البواقي، التي بلغت سرعتها 90 كلم/ساعة مصحوبة بأمطار في غرق 320 رأس من الماشية بكل من أولاد حملة، الحرملية، الصوالحية، أولاد زواي، كسار الطواجن، الفزقية، البلالة والضلعة، إلى جانب اقتلاع 400 شجرة مثمرة وأكثر من 1050 شجرة للزينة· كما تكبد أحد كبار مربي الدواجن ببلدية أولاد حملة خسارة بحوالي 3000 كتكوت بعد أن انهار سقف حظيرة تربية الدواجن لشدة الرياح الهوجاء· وأدت هذه الموجة من الرياح القوية إلى قطع حوالي 15 طريقًا رئيسيًا وفرعيًا، إضافة إلى تسجيل حوالي 10 حوادث مرور بين أم البواقي وخنشلة وعين مليلة وعين فكرون ومسكيانة وعين شجرة خلف 13 جريحًا، ثلاثة منهم في حالة خطيرة، وأصيب هوائي البث الإذاعي الخاص بإذاعة أم البواقي المحلية بعطبً كان كافيًا لانقطاع اضطراري للبث الإذاعي لعدة ساعات، وأتلفت الرياح عدة مولدات كهربائية وأسقطت أكثر من 56 عمودا كهربائيا، حسب مصدر عليم بشركة سونلغاز، ما أدى إلى انقطاعات متكررة وطويلة للتيار الكهربائي عبر عدة أحياء امتدت إلى أكثر من 32 ساعة متواصلة· السماء تستعيد صفاءها ابتداء من الأحد توقع الديوان الوطني للأرصاد الجوية ليومي الجمعة والسبت تساقط أمطار غزيرة ورعدية محليا في مناطق شرق البلاد، بينما ستكون السماء صافية ومشمسة وقليلة الغيوم في وسط البلاد وغربها وجنوبها· وفيما يخص الأمطار التي تساقطت خلال ليلة الأربعاء إلى الخميس على عدة ولايات، فقد أشار الديوان إلى أن أعلى نسبة تساقط سجلت بتيزي وزو بنسبة 70 ملم، بينما يقدر المعدل الشهري لهذه المنطقة ب33 ملم، ما يبين شدة الاضطراب الذي مس مناطق شرق البلاد· وابتداء من الغد ستكون السماء صافية تتخللها بعض الغيوم وسترتفع درجات الحرارة بشكل محسوس في كافة أرجاء الوطن، حيث توقع الديوان تحسنا كبيرا في حالة الطقس بعد الأمطار الرعدية التي تهاطلت خلال الأيام الأخيرة على شرق البلاد ووسطه·