وفقا لدراسة جديدة فإن فقدان الشخص لوظيفته يمكن أن يكون مميتا لأن هذا الأمر يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية بنحو الثلثين. فقد اكتشف الباحثون في الولاياتالمتحدة أن التوتر بسبب فقدان العمل يبدو أنه يجعل الناس عرضة لخطر الإصابة بأزمة قلبية بشكل ملحوظ في السنة الأولى لبطالتهم. وقالوا إن البطالة تؤدي إلى "عوامل خطر لا حصر لها...قد تساهم في المعدلات المتزايدة لأمراض القلب والأوعية الدموية". وكان الباحثون من جامعة ديوك بولاية شمال كارولاينا الأميركية قد فحصوا معدلات النوبات القلبية لنحو 13500 شخص بين سن 51 و75 عاما على مدار ثماني سنوات. ومن بين المجموعة كان هناك 70% فقدوا وظيفة واحدة، في حين قضى 35% فترة من الوقت من دون عمل. وإجمالا أصيب واحد من كل 12 شخصا بنوبة قلبية طوال فترة الثماني سنوات. لكن الباحثين وجدوا أن أولئك الذين كانوا عاطلين كان خطر إصابتهم بنوبة قلبية أعلى بنسبة 35% من الذين كانوا يعملون. وتزايد خطر الإصابة بالنوبة القلبية بشكل بارز خلال السنة الأولى من البطالة. ووجدوا أيضا أن خطر النوبة القلبية اشتد بطريقة متزايدة مع فقدان كل وظيفة، حيث إن فقدان العمل مرة واحدة زاد الخطر بنسبة 22%، لكن فقدان وسيلة الرزق أربع مرات زاد الخطر بنسبة 63%. ومن المثير للدهشة أن فقدان العمل للمرة الثانية لم يحدث فارقا، لكن كان هناك قفزات واسعة مع فقدان الوظيفة الثالثة والرابعة. وقال الباحثون "لقد وجدنا أن المخاطر المتزايدة من فقدان وظائف متعددة كانت بمقدار ضخامة عوامل الخطر التقليدية الأخرى مثل التدخين والسكري وفرط ضغط الدم". ويشار إلى أن نتائج الدراسة، التي نشرت على الإنترنت في مجلة أرشيف الطب الباطني، أخذت في الاعتبار عوامل خلفية كان من الممكن أن تفسر الاختلافات، مثل التفاوتات في السن والحالة الاجتماعية وما إذا كان الأشخاص مدخنين أم لا أو يمارسون الرياضة. وتعليقا على الدراسة قال خبير العواقب الصحية لفقدان العمل بجامعة سيتي في نيويورك الدكتور وليام غالو إن هناك الآن "دليلا قطعيا للتأثير السلبي لفقدان الوظيفة على الصحة". وأكد أن الأمر يحتاج الآن إلى المزيد من الدراسات لمعرفة الإجراء الذي يمكن اتخاذه لمنع تدهور صحة الناس بسبب البطالة.