كللت عملية زرع القوقعة الأذنية التي أجريت لأول مرة بوهران بالنجاح بعدما تم تفعيل الجهاز حسبما استفيد من رئيسة مصلحة الأذن و الأنف و الحنجرة بالمركز الاستشفائي الجامعي بحي سيدي البشير (بلاطو سابقا). و خضع لهذه العملية الجراحية الدقيقة التي تمت في الفاتح جويلية الماضي طفل من ولاية النعامة (جنوب غرب البلاد) و فتاة من وهران يبلغ كلاهما أربع سنوات كانا يشتكيان منذ ولادتهما صمما عميقا و حادا وفقا لما ذكرته البروفسور برادة ستي المشرفة على هذا النوع من العمليات. و أشرف على هذه العملية فريق طبي متخصص من مصلحة الأذن و الأنف و الحنجرة للمركز الاستشفائي الجامعي وفق المعايير الدولية المعمول بها و ذلك بالتعاون مع طبيبين من مركزين لهما مرجعية في زرع قوقعة الاذن بمستشفيي بني مسوس و القبة (العاصمة) اللذين شرعا في إجراء هذا النوع من العلميات منذ سنة 2007 . و كانت الفرحة كبيرة بعد نجاح المرحلة الثانية التي تمت أمس الاثنين و المتمثلة في تفعيل و ضبط الجهاز الذي يتم وضع جزء منه داخل العصب المسؤول على حاسة السمع و النطق و الجزء الآخر خارج الأذن لنقل الصوت إلى العصب السمعي تحت إشراف مختص فرنسي حسبما أشير إليه. و في هذا الإطار عبرت والدة خثير عمر عن ارتياحها لنجاح هذه العملية التي إستفاد منها لاستعادة نعمة السمع منوهة بجهود مصلحة الأذن و الأنف و الحنجرة بوهران التي تكفلت به بعد انتظار طويل دام قرابة سنتين بأحد مراكز زرع القوقعة بالوطن. كما أكدت رئيسة المصلحة المذكورة على أهمية المرحلة الأخيرة من هذه العملية التي تتركز على التكفل بالطفلين من قبل مختصين لتدريبهما على النطق (أرتوفونيا) و متابعة من قبل اخصائيين نفسانيين قصد إدماجهم اجتماعيا و الالتحاق بمقاعد الدراسة. و الجدير بالذكر فإن هذه العملية جاءت تجسيدا للبرنامج الوطني لمكافحة الصمم لدى الأطفال عن طريق عملية زرع القوقعة الاذنية التي تقدر تكاليفها بأكثر من 250 مليون سنتيم و المساهمة في خفيض تحويل مثل هذه الحالات إلى الخارج وفق ذات المصدر. و في هذا الصدد تم إستحداث مركز لزرع القوقعة على مستوى مصلحة الأذن و الأنف و الحنجرة بالمركز الاستشفائي الجامعي لوهران الذي يشرف على 14 ولاية عبر الوطن فضلا عن برنامج تحسيس و كشف عن الصمم عند الولادة الذي شرع في تجسيده من قبل مديرية الصحة و السكان يشمل كافة المؤسسات المتخصصة في التوليد بوهران. و مما لاشك فيه فإن نجاح أول عملية زرع للقوقعة الاذنية بوهران للطفلين السالفين الذكر ستبعث الأمل في نفوس العديد من الأطفال الذين ينتظرون دورهم لاستعادة حاسة السمع و الاندماج في المجتمع حيث يوجد نحو 30 مصاب بصمم عميق في قائمة الانتظار.