كلف الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي بصفة رسمية مهدي جمعة بتشكيل الحكومة التكنوقراطية الجديدة وذلك غداة استقالة رئيس الوزراء علي العريض القيادي في حزب النهضة الإسلامي . وأفاد مهدي جمعة الذي كان يشغل منصب وزير الصناعة في حكومة علي العريض بأنه كلف من طرف رئيس الدولة بتشكيل الحكومة وفقا للقانون المعمول به وتماشيا مع خارطة الطريق التي طرحها الرباعي الراعي للحوار من اجل قيادة البلاد نحو الاستحقاقات الانتخابية عام 2014 وبالتالي تجاوز الأزمة السياسية . وابرز المتحدث انه شرع في إجراء اتصالات مع المرشحين لعضوية حكومته التي " ستكون حكومة كفاءات وطنية من المستقلين والمحايدين تعمل على خدمة كل التونسيين وتقف على نفس المسافة من كل الأحزاب وتتوفر في أعضائها مقومات الحياد والنزاهة" وفق تعبيره . وسبق لمهدي جمعة ان تعهد بتنظيم انتخابات عامة حرة في كنف الشفافية والنزاهة كما اكد عزمه على التواصل والتشاور مع كل الأحزاب السياسية من اجل رفع التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه تونس . وكانت الأحزاب السياسية في تونس قد اتفقت على تكليف وزير الصناعة السابق مهدي جمعة بتشكيل حكومة تكنوقراطية مؤقتة تشرف على إجراء انتخابات جديدة وتستكمل المسار الانتقالي . ويرى المتتبعون للشأن التونسي ان حكومة السيد مهدي جمعة يتعين عليها "التعامل" مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية ومواجهة مخاطر التهديدات الأمنية المتمثلة في اعتداءات تنظيم "أنصار الشريعة " الجهادي التكفيري . وحسب خارطة الطريق التي أعدها الرباعي الراعي للحوار فان الحكومة المستقلة المقبلة الغير متحزبة ستشكل في غضون 15 يوما قبل تقديمها أمام المجلس الوطني التأسيسي من اجل نيل الثقة . وبعد مضي ثلاثة سنوات على" ثورة الياسمين " التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي تستعد الحكومة الانتقالية الثالثة بقيادة السيد مهدي جمعة لتولي زمام السلطة التنفيذية وتامين الانتقال الديموقراطي . ومعلوم أن استقالة حكومة علي العريض جاءت تماشيا مع الجدول الزمني الذي اتفق عليه خلال الحوار الوطني والذي يتوقع أيضا المصادقة على الدستور الجديد وتشكيل هيئة الانتخابات في اجل أقصاه يوم 14 جانفي 2014 الذي يصادف الاحتفالات بالذكرى الثالثة للإطاحة بالنظام السابق.