اعترف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف بوجود "غياب كلي" للكشف المبكر عن السرطان "باستثناء" سرطان عنق الرحم. وأكد عبد المالك بوضياف خلال اشرافه على يوم دراسي حول المخطط الوطني لمكافحة السرطان نظمه مجلس الأمة أن الكشف المبكر عن هذا المرض الخبيث "منعدم تماما" باستثناء الكشف عن سرطان عنق الرحم الذي انطلق منذ عدة سنوات. و في هذا الصدد قال وزير الصحة أقترح إنشاء هيئة يرأسها الأستاذ زيتوني مكونة من مختصين يتكفلون بتقييم و متابعة تطبيق المخطط الوطني لمكافحة السرطان كل ستة أشهر وتكلف بتقييم عملية تطبيق البرنامج و وتجنب كل العوائق التي قد تحول دون تطبيق هذا القانون والتقرير يقدم إلى وزير القطاع الذي يقدمه بدوره إلى رئيس الجمهورية للنظر فيه. وأشار وزير الصحة بوضياف إلى سبعة أنواع من السرطان يمكن الوقاية منها عن طريق هذا الكشف وهي سرطان الثدي والرئة والقولون والمستقيم و البروستاتة والمثانة والغدة الدرقية وتمثل هذه الأنواع مجتمعة نسبة 70 بالمائة من مجموع السرطانات المنتشرة بالجزائر. ودعا بالمناسبة إلى ضرورة تشجيع ثقافة الكشف المبكر بالمجتمع لمواجهة هذا الخطر الذي تتسبب فيه سلوكات فردية مثل التدخين والتغذية غير السليمة والسمنة وأخرى بيئية مثل التلوث. من جهة أخرى ركز بوضياف على الوسائل التي وضعتها الدولة للتقليص من الفوارق في العلاج ولاسيما تعميم مراكز مكافحة السرطان عبر كل المناطق إضافة إلى إنشاء مقاطعات صحية من شأنها التكفل بهذا الجانب. وحث وزير الصحة على تبادل المعلومات بين مهنيي الصحة بالقطاعين العمومي والخاص مع تعميم تطبيق الملف الإلكتروني للمريض لتسهيل نقل المعلومات وضمان نجاح العلاج مؤكدا على دور الطبيب المعالج خارج المؤسسات الإستشفائية الكبرى وهو تنظيم يدخل -حسبه- في الاعتراف بالمهن الجديدة في إطار المقاطعات الصحية الجديدة. من جانب آخر أكد بوضياف بأن أعباء السرطان "تفوق بكثير" ما تستثمره الدولة في الوقاية مشددا على رفع التحدي لمواجهة هذا الداء بتضافر جهود كل الفاعلين في هذا المجال.